لا بد من العلم أولا بأن الغيرة صفة ملازمة لكثير من النساء وليست خاصة بزوجتك، وهذا ممّا يعينك على قبول وضعك والتكيف معه، لأن هذا الوضع هو السائد في كثير من البيوت، فإن عموم البلوى يخفف آثارها ويجعلك تنظر إلى زوجتك على أنّها ليست بدعا من الزوجات في تصرفها. ولكن الأمر يخف ويزيد حسب تعاملك معه من رفض أو قبول، فهي لا تبحث عن سبب ينغص عليك، وإنّما هي تتعامل مع الغيرة بطريقة فطرية عفوية، كتعاملها مع شدّة الحنان على أبنائها و تحمل مشقة رعايتهم. *افهمها أن ما تسمعه أوتراه ممّا يتعامل به أزواج قريباتها أو صديقاتها معهن، ما هو إلا أحسن الحسن في حياتهن، فهن لا يذكرن ولا ينقلن لها ما يعانينه من أزواجهن، إذ هناك أسرار زوجية لا تفضي بها المرأة لأحد، بل تجعلها حبيسة سور المنزل، وعندما تحدث عن بيتها فهي لا تذكر ما قد يراه غيرها مثيرا للشماتة بها أو الشفقة عليها. *تجنّب ما يثير غيرتها، حتى لو أخفيت عنها ما تحسن به إلى والديك أو أقاربك، فهذا لا ينقص إن شاء الله من أجرك، فأنت لا تخفي إحسانك إليهم لضعف في شخصيتك، بل هي حكمة تدفع بها شرا عن نفسك وزوجتك وأسرتك. *الإكثار والإلحاح بدعاء الله بأن يرفع غيرتها. * عندما تكونان في لقاء عائلي، فإنّها تحب أن تتحدث معها أمام الجميع، وأن تصغي لحديثها فهذا يعزز قيمتها أمام نفسها وأمام من حولها، ويجعلها فخورة بك. *لا تذكرها بموقف غير لائق حدث منها في يوم كذا، فالإيذاء النفسي يؤلمها كثيرا، ويشعرها بالخيبة وعدم الأمان معك، كذلك فإن تذكيرك لها بهذا الموقف سيقودها لأن تذكرك بموقف صدر منك، ثم يبدأ بينكما التراشق بالمواقف. * لتكن غايتك من رفع الغيرة عنها الرأفة بها، والحب لها، لا لمصلحة خاصة ترجوها لك أنت فحسب. *استقبلها بعبارات التودد والحنان، وبما يشعرها بأنها ذات قيمة لديك. *إن أبدت الجفاء لأحد أقاربك فلا تعاملها بالمثل، فتجفو أقاربها، فإنّ هذا ليس من العلاج، بل قد يزيد النار اضراما. كما أنّه ليس كل ذنب يعاقب عليه بمثله، أرأيت من يسرق هل نعاقبه بالسرقة منه. *استفد ممّا يعرض لها من حالات الضعف كالحمل والولادة والمرض، وذلك بأن تشعرها بالحنان والرأفة وتنفيذ ما تميل إليه نفسها. * حاول أن تبعدها عن فلانة التي تثير غيرتها، وإن لم تستطع إبعادها فقلّل من احتكاكها. *لا تتحدث أمامها عن جمال فلانة، وإن كانت صغيرة، أومن محارمك، فهي تريد منك أن تجعل مثل هذا الحديث حكرا عليها. * إذا طلبت منك زيارة من تظن أنت أنها ممن يُثرن غيرتها، فلتكن هذه الزيارة بعد هدية منك، أو موقف جميل، فإنّها ستذهب بنفسٍ راضية، وهي فخورة بك، وستظهر لهم مارأت منك، ولن تتأثر كثيرا بما قد تراه عند صديقتها أو قريبتها، مما كان يثير غيرتها. *إعلم أنّك لست الوحيد في هذه المعاناة، فهناك الكثير ممن هم على شاكلتك وأشد. * عليك بهذه الأخلاق إن استطعت، وإلا فأخذ القليل خير من ترك الجميع، وبالله التوفيق نسأل الله للجميع حياة طيبة.