أغلق السفير السعودي بالجزائر، عبد الله عثمان صالح بابا، الأبواب التي كان يحتج بها القائمون على عملية الحج والعمرة، حول الأخطاء والهفوات التنظيمية التي تتسبب فيها البعثة الجزائرية عند كل موسم، حيث أكد أنه لن تكون هناك أكثر من 400 تأشيرة مجاملة هذه السنة، في الوقت الذي قال مدير ديوان الحج والعمرة أنه كانت هناك حوالي 2400 تأشيرة الموسم الفارط، الأمر الذي عرقل عملية التأطير وأحدث فوضى بمخيمات مِنى. وقال عثمان صالح خلال الندوة الإعلامية التي نظمتها إذاعة القرآن الكريم حول آخر التحضيرات لموسم الحج 2011، أن السلطات السعودية ستوزع قرابة 400 تأشيرة مجاملة هذه السنة، وذلك على المسؤولين والإطارات، حيث اعتبر ذلك حقا مشروعا لسلطات بلاده، مشيرا إلى أن منح هذه التأشيرات مرتبط بشرط تأمين الحاج لتذكرة السفر ذهابا وإيابا إلى جانب مقر الإقامة بالسعودية خلال فترة أدائه مناسك الحج، حتى لا يكون عبءًا على بعثة بلاده. وأضاف السفير أنه لاحظ خلال توليه إدارة السفارة السعودية بالجزائر لمدة تزيد عن 6 سنوات، أنه هناك أشخاص يزورون البقاع المقدسة كل سنة في حين أن هناك من يشارك في القرعة لأكثر من مرة دون جدوى، مشيرا إلى أن المواطن السعودي لا يحق له الحج إلا مرة واحدة كل خمس سنوات وهو يعيش في الحرم، وذلك ما أعطى مبدأ تكافؤ الفرص، على عكس ما هو بالجزائر، مؤكدا أن السلطات الجزائرية تسعى -حسبه- إلى بحث هذه المسألة. وقال سفير السعودية بالجزائر أنه مع 2014 ستكون عملية الحج أيسر بكثير على ما هي عليه حاليا، ولن يكون على الحاج الجزائري حينها أي عسر في أداء الفريضة مع كبر سنه، وذلك بعد انتهاء عمليات التوسعة التي تشهدها معظم مناطق أداء مناسك الحج، على غرار مِنى، المزدلفة والحرم وكذا المطارات، كما أنه مع انتهاء مشروع قطار المشاعر سيكون في إمكان الحجاج قطع مسافة 5 كيلومتر بين مختلف المشاعر دون أية مشقة، حيث سينقل القطار 16 ألف حاج كل ساعة. وأشار ذات المتحدث إلى أن الحجاج الجزائريين من بين سبع بعثات أخرى فقط التي سمح لها هذا الموسم بالهبوط في مطار المدينة، وذلك مراعاة للمتوسط العمري، كما أنه تم منح البعثة الجزائرية برنامج رحلات جد مناسب مقارنة بالبعثات الأخرى، حيث أعطوا الرحلات الأخيرة في الذهاب، والرحلات الأولى في الإياب، حيث قال أن مطار جدة سيستقبل هذا الموسم 1400 رحلة خاصة بالحجاج. وقال السفير السعودي، عثمان صالح، أن البعثة الجزائرية تعد من أفضل البعثات مؤخرا حسب تقييم السلطات السعودية، إلا أنه ينبغي بذل المزيد من الجهد في توعية الحجاج وتعليمهم كيفية الحج قبل تنقلهم إلى البقاع المقدسة، مشيرا إلى أن هناك بعض الدول تجري تربصا تطبيقيا على مجسمات للحرم والمناطق التي تؤدى بها المناسك، لحجاجها حتى تكون عندهم رؤية واضحة، وحتى يسهل على أعضاء البعثة تأطيرهم في الميدان.