السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: سيدتي نور، أنا شاب خسرت الدنيا بما فيها لأنني خسرت حبيبة قلبي، التي تزوجت مرغمة من غيري، مما دفعني لعقد القران على فتاة طيبة ومن أسرة شريفة، وكان ذلك بشكل تقليدي؛ نزولا عند رغبة أهلي، وإصرارهم علي بالزواج رغم أن فكرة الزواج لم تكن أبدا في حساباتي. الآن وبعد مرور سنة من زواجها تلقيت منها مكالمة وقد رددت عليها بلهفة، بدأت بالبكاء وبكيت أيضا وكانت من اللحظات الصعبة في حياتي، أخبرتني بأن العلاقة بينها وزوجها سيئة جدا، وأنها لا تطيقه رغم أنه طيب ويسعي كثيرا لإرضائها، لكنها لم تستطع التكيف معه، إلا أن زوجها قال لها بأنه سيصبر عليها كل العمر لكنها لا تستطيع. وسألتني عن وضعي، فأخبرتها بأنني قد عقدت قراني، لكنها أكدت أنني لن أكون لغيرها ولن تكون هي لغيري. سيدتي، نحن نحب بعضنا بشكل خرافي جدا، وهي لم تستطع أن تعيش حياتها الجديدة أو تنساني، وأنا بنفس القدر وأكثر. ما أعرفه أنها متزوجة من شخص لن يعطيها حريتها مطلقا، وأنها تعيش حياة لم تكن خيارها ولا تستطيع الاستمرار فيها، حتى أنا ربطت حياتي بفتاة لا أحبها لكن لا ذنب لها. الصورة الواضحة أن كلا منا مرتبط بشخص لا يحبه، والوضع أصبح أكثر تعقيدا. سيدتي نور، أخبرك أننا على تواصل عبر الهاتف نحكي ونبكي ونأمل. أعلم أنه قدري، لكن من حقي حياة أحبها وأسعى إليها، رجاء ساعديني. سمير/ المدية الرد: سيدي، ما ذنب زوج السيدة وما ذنب خطيبتك وما قد ينتج عن ذلك من مشاكل بين العائلات؟ فالزواج ليس اختيار شخصين، فنحن نعيش في مجتمع ووسط عائلات نحترم رغباتهم، حتى وإن لم يتفق ذلك وما نهوى، فأنت محكوم بالكثير والكثير من عادات وتقاليد وأصول واعتبارات عدة، فهل أنت مستعد لمواجهة كل ذلك والصمود في وجه الرياح العاتية التي قد تأتيك من كل اتجاه؟ لقد اختار لك القدر نصيبك ونصيبها فما بقي إلا أن يرضى كل منكما بقدر الله ويسلّم لقضائه. ودع الأمور تجري بمشيئة الرحمن وبما قُدر لها أن تكون فمن يدري؟ لعل الله يجعل بعد العسر يسرا وبعد الشدة فرجا. سيدي، آمن بالمقولة الإلهية الرائعة: "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم"، ودع الأمر بيد الله، واسأله أن يقدم لك الخير وأن يعينك على قدرك، وارض بما قسم الله لك، فاترك التردد والحيرة جانبا، وفكر في شيء من العقل، فلا تدع عواطفك تحيد بك عن الطريق السليم، فلا ذنب لأحد في كل ما جرى، لكنها مشيئة الله التي جرت بما شاء وقدّر، فلا تضف إلى تعساء الدنيا أشخاصا آخرين لا ذنب لهم. ردت نور