السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: أنا فتاة في 37 من العمر، عازبة مقبولة الشّكل وعلى قدر كبير من الإستقامة والأخلاق. منذ عشر سنوات خلت كنت مخطوبة لشاب أنهيت العلاقة بسبب المشاكل مع أهله، وقد أخبرتني إحدى قريباتي، أنّه لا يليق بي فعل ذلك، فمن الممكن أن يقوموا بإيذائي عن طريق السّحر لكي يوقفوا حالي، لم أهتم بكلامها لكنّي بدأت أسترجعه بعدما تقدم لي أكثر من شاب، وفي كل مرة يفشل مشروع زواجي دون أسباب تذكر، وبعدها لم يعد أي كان يعجب بي، فالكل يلهث وراء شقيقتي الصغرى التي تزوجت في سن الخامسة والعشرين، فتألمت لذلك لأنها أوفر منّي حظا، مما خلق في قلبي بعض الغيرة. سيدتي نور هل يعقل أن يكون سبب تأخر زواجي أهل خطيب الأول، فإن كان الأمر كذلك كيف يمكنني أن أتصرف؟ الرد: لعلك تؤمنين أن الزواج رزق يسوقه الله تعالى للعبد من ذكر أو أنثى، وتؤمنين أن الإنسان لن يموت وقد بقي من عمره لحظة، فلا يشغل بالك أن نصيبك تأخر، لأنّه سيصيبك عندما يحين موعده. وهذا يعني أنّنا لا بد أن نتمتع بما قسم الله تعالى لنا ولا يعني أبدا التوقف وعدم التطلع والتمني، بل علمنا الدين الحنيف أن نأخذ بالأسباب وندعو ونعمل ونسعى في الأرض، ونأخذ بكل سبل الحلال ونعمل بكل طريق ميسر لنحقّق أحلامنا. عزيزتي؛ إن كانت أختك تزوجت فقد أخذت نصيبها ولم تأخذ من نصيبك شيئا، وإن تأخر زواجك، فلن يأخذ نصيبك أحد وما هي إلا اختبارات وابتلاءات من الخالق، فلا تحزني فما من شدّة إلاّ وبعدها فرج قريب. أمّا بخصوص أهل الخطيب الأول وخوفك من أذاهم، فتعلقي بالله تعالى ولا تنظري إلى البشر فإنّهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، وتوكلي على الله تعالى وأحسني وأخلصي الدّعاء، وخذي بالأسباب وعليك بالأذكار صباحا ومساء، فلن يضرّك كيدهم بمشيئة الله، نعم أنصحك بذلك، لأنّ اللّجوء إلى رب العالمين يشرح الصّدر ويبسط النفس ويريح القلب ويعطي الطاقة الكبيرة لمواجهة مثل هذه المنغصات التي تهب بين فترة وأخرى. ردت نور.