حذر العقيدان المتقاعدان من صفوف الجيش الوطني الشعبي، نور الدين عمراني وعمر أوجانة من تداعيات الأزمة الليبية على الجزائر ومنطقة الساحل، في حالة استيلاء الجهاديين الإسلاميين السابقين على السلطة التي يتزعمها القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج والقائد العسكري الحالي لثوار طرابلس، لأنهم سيحولون المنطقة إلى أفغانستان جديدة، خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة لليبيا وصعوبة خلق دولة حديثة بسرعة، لكون النظام السابق لا يمتلك مؤسسات ومقومات الدولة التي سيعاد بناؤها من النقطة الصفرية. وقال عمر أوجانة، أمس، خلال إلقائه لندوة صحفية بمركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية، ببن عكنون بعنوان ''تداعيات الأزمة الليبية على أمن الجزائر ومنطقة الساحل''، إن ما يحدث في ليبيا أصبح يهدد حدودنا الجنوبية التي يصعب التحكم فيها وبالتالي تهديد للأمن الوطني، خصوصا مع الحدود الممتدة على طول 950 كلم التي يصعب التحكم فيها، نتيجة نقص الإمكانات التكنولوجية المتطورة المستعملة لدى الجزائر التي تساعد على رصد كل التفاصيل. كما حذر العقيد السابق من خطر انتشار الأسلحة في ليبيا والتي أصبحت تترامى هناك، وسيطرة المهربين والإرهاب عليها لكونهم يعرفون التضاريس والمنطقة جيدا، لذا سيدخلونها إلى الجزائر ومنطقة الساحل عموما لتصبح في أيادي الجماعات الإرهابية، مضيفا أن الخطر في الحدود الجنوبية الجزائرية ومنطقة الساحل يتزايد خصوصا بعد انفلات الوضع في ليبيا، وانتشار السلاح في المنطقة، الذي وقع في أيادي الجماعات الإرهابية المسلحة والمهربين الناشطين في المنطقة. ومن جانبه، أكد الخبير العسكري، العقيد نور الدين عمراني، خلال مشاركته في إلقاء الندوة، أن الجماعات المسلحة الجهادية لعبت دورا كبيرا في الإسقاط السريع لنظام القذافي، من أجل فرض هيمنتها على المنطقة ولِم لا تأسيس دولة موالية للقاعدة في منطقة الساحل. وفي هذا يكمن التهديد الحقيقي حسب العقيد المتقاعد السابق- للحدود الجزائرية ومنطقة الساحل، خصوصا بعد استيلاء الجماعات الإرهابية على الأسلحة الكبيرة، وقال عمراني إن الأزمة الليبية وتداعياتها زادت حجم الأخطار على دول الساحل الإفريقي المهدد أصلا بالإرهاب والجريمة المنظمة، مؤكدا أن هذه الأخيرة خلقت وضعا جديدا في المنطقة مع التداول المكثف للأسلحة، وهذا ما سيساعد على قوة تنظيم القاعدة في المنطقة.