التي تشهد انفلاتا أمنيا خطير تجلى من خلال التفشي غير المسبوق لظاهرة حيازة واستعمال السلاح الأبيض والقارورات المسيلة للدموع كما تضمن ذات التقرير جملة من المشاكل والاختلالات التي أساءت إلى سمعة ولاية عنابة هذا وقد جاءت التجارة الفوضوية في المرتبة الثانية بدليل اكتساح الأسواق الفوضوية وغير القارة لمساحات شاسعة من شوارع المدينة متسببة في عرقلة حركة المرور وإضافة إلى المواقف غير المرخصة التي يحتلها الشباب والمراهقون في كل أرصفة وسط المدينة وهي الظاهرة التي وعد والي الولاية بمعالجتها لكن ولحد كتابة هذه الأسطر لازالت الأوضاع ترواح مكانها. ملف المسجد الكبير هو الآخر طرح بقوة في التقرير السوداوي عن عنابة أين كان يفترض تشييده في ساحة 19 جوان غير أن هذه الخيرة تم تحويلها إلى مركز تجاري في حين مشروع المسجد الذي يعد معلما حضاريا تحول إلى هضبة بحي بوخضرة تتطلب تهيئة أرضيتها ملايير من الدينارات ما يتسبب حتما في تأخر الإنجاز لسنوات أخرى. من جهة أخرى فإن تنامي الفقر وزيادة نسبة البطالة بولاية عنابة كان له حيز هام من ذات التقرير إذا أن أحياء سيدي حرب ، جبانة اليهود، الخروبة وكذا بلديات واد العنب، التريعات، الشرفة وصلت بها الفاقة لدى المواطنين مستويات قياسية تنذر بانفجار الوضع في حال استمرار الأحوال على ما هي عليه خصوصا في ظل شح المشاريع الاستثمارية القادرة على امتصاص نسبة هامة من البطالين الذين تزايد عددهم في الآونة الأخيرة بعد غلق جملة من المؤسسات العمومية وحمى التسريح التي مست العمال وعليه فقد قفزت نسبة البطالة حسب مصادر مطلعة 45c/oفي حين أن السلطات المحلية تؤكد أن الرقم لا يتعدى عتبة 30,7 c/o. في الأخير أشار التقرير إلى حالة الترقب التي يعيشها المواطن الذي مل الانتظار لا سيما المشاريع السكنية التي تأخر إنجازها أو التماطل في ضبط قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي من طرف لجان الدوائر وهو ما كبد ديوان الترقية خسائر بالملايير جراء عمليات التخريب التي مست السكنات الجاهزة التي لا تزال شاغرة في الوقت الذي يقضي فيه آلاف المواطنين يومياتهم تحت القصدير. هذه هي الصورة السوداء التي أراد التقرير الذي وصف بالسري أن يرسمها لتقاسيم الواقع بولاية عنابة وهو مجرد نقل واقعي الانشغالات المواطنين ومشاكلهم المطالب التعامل معها بجدية مركزيا ومحليا.