وجّهت المنظمة العالمية للصحة، تحذيرا عاجلا إلى كافة الدول الأوروبية، بسبب انتشار مخيف لداء الحصبة أو البوحمرون، داعية إياهم لاتخاذ تدابير استعجالية لمواجهة الاجتياح الكبير للداء الذي مس أشخاصا بالغين، وتحسبا لأية موجة مرتقبة في الجزائر قامت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات باعتماد مخطط مراقبة وبائية مشددة لحماية صحة المواطنين. وفي هذا الشأن، كشف غريغوري هرتل، المكلف بالإعلام على مستوى المنظمة العالمية للصحة في اتصال مع ''النهار''، عن أنه تم توجيه تحذيرات إلى كافة الدول الأوروبية، على خلفية تزايد رهيب لحالات الإصابة بداء البوحمرون، حيث أمرتها باتخاذ إجراءات مستعجلة لتفادي انتشار أكبر للمرض فيها، وأوضح أنه خلال تسعة أشهر من 2011، تم تسجيل 26 ألف حالة. وبالنسبة للجزائر وشمال إفريقيا، قال محدثنا إن الجزائر في منأى عن هذا المرض، طالما أن برنامج التلقيح متبع كما يجب، مؤكدا على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية وتوسيع عملية التلقيح ضد الحصبة. وعلى الصعيد ذاته، كشف تقرير صادر عن المنظمة مطلع الشهر الجاري، أن غالبية الإصابات بالحصبة سجّلت في دول أوروبا الغربية، حيث بلغت 83 من المائة من مجمل الإصابات، بينما سجلت فرنسا أكبر عدد بالإصابات بلغ 14 ألف حالة، وجاء فيه أنه خلال السنوات القليلة الماضية لم يكن عدد الإصابات في أوروبا كلها يتعدى 40 حالة فقط، كما ذكر أن ستة أشخاص لقوا مصرعهم في فرنسا. وأكد التقرير أن 90 من المائة من الإصابات حدثت بين البالغين وليس الأطفال، وجميعهم لم يحصلوا على اللّقاح في مرحلة الطفولة، أو الاستدراك الخاص باللقاحات، وهو الأمر الذي فسر انتشاره الواسع، كما أن الفيروس المسبب للبوحمرون يعد من أكثر الفيروسات فتكا بالإنسان، ويتميز بكونه شديد العدوى، فضلا عن تسببه في إصابة المريض بتعقيدات صحية خطيرة قد تفضي إلى الوفاة، وذكر التحقيق أن الانتشار الواسع للحصبة في دول أوروبا أدى إلى انتشاره في دول أخرى مثل البرازيل وكندا وأستراليا. وزارة الصحة: ''اعتمدنا مخططا وطنيا للقضاء على الحصبة والجزائر في مأمن منه'' من جهته، أوضح البروفيسور إسماعيل مصباح، مدير الوقاية على مستوى وزارة الصّحة، أن الوزارة اعتمدت مخططا وطنيا للقضاء على الحصبة، موضحا أن الجزائر في منأى عن المرض المنتشر في أوروبا، بالنظر إلى حملات التلقيح الموسعة التي تقوم بها وزارة الصحة عبر كافة ولايات الوطن. وفي الشأن ذاته، ذكر الأستاذ مصباح في اتصال مع ''النهار''، أن المخطط يقضي بوضع شبكة وبائية لمراقبة تطور انتشار مثل هذه الأمراض في الجزائر، وقال بالرغم من أن المناطق الأوروبية شهدت اجتياحا لداء الحصبة، فإن الجزائر ليست معنية طالما أن التلقيح متوفر، وحتى في حال ما إذا سجلت إصابات سيتم احتواؤها في الحال. وفي سياق منفصل، أكّد ذات المصدر، أن حالات الإصابات الثلاث بالملاريا، التي تم تسجيلها مؤخرا تم التكفل بها، مشيرا في ذات الصدد، إلى أنّ الحالات مستوردة وليست محلية. البروفيسور خياطي: ''الجزائر عرضة لانتشار كبير للحصبة خلال الخمس سنوات القادمة'' وفي هذا الشأن، أوضح البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس هيئة ''فورام'' لترقية وتطوير الصحة، أن الجزائر عرضة لموجة انتشار الحصبة مماثلة لتلك التي تشهدها حاليا أوروبا، موضحا أن دورة انتشار المرض تعرضت إلى اختلالات. وأضاف البروفيسور أن التلقيح يبقى هو الحل الأنجع للتصدي للمرض، خاصة أنه فتاك وشديد العدوى.