ظهر مختار بلمختار المكنى ''أبو العباس'' المدعو ''بلعور''، أمير كتيبة الملثمين، بعد سنوات، ليبرر جرائم التنظيم في حق الموريتانيين الذين هم في نظره تحرم دماؤهم، ويدعي أنّه بريء من عمليات تهريب المخدرات، رغم أنّه عميد المهربين، ويصدر من المنبر الذي فتح له فتاوى لليبيين والمسلمين وكأنه شيخ أو داعية درس بأكبر المدارس الإسلامية. وجاء في حديث بلمختار الذي حاورته ''أخبار نواكشوط''، أنّه لم يفاوض مطلقا السلطات الجزائرية، بشأن تسليم نفسه وترك العمل المسلح، وأنّه التقى أحد الوجهاء بولاية تمنراست الذي أسدى له النصيحة بشأن ترك العمل المسلح، وأضاف أنّه وبالنسبة للمفاوضات مع السلطات الجزائرية وفشلها، فإن ذلك لم يحدث مطلقا، ''أريد أن أقطع الشك باليقين لأقول أنني لم أدخل في أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة ولا حتى حضور لقاءات حول هذا الموضوع، باستثناء لقاء واحد مع أحد وجهاء منطقة تمنراست في يناير 2006 طلب لقائي بمبادرة شخصية منه، وعرض علينا شيئا من هذا الأمر على خجل، وكان ردنا صريحا وواضحا دون تأويل''، وتغاضى بلمختار عن محاولات عائلته التقرب من مصالح الأمن في إطار المفاوضات لتسليم نفسه. ولم ينف بلمختار الذي أجرت له ''أخبار نواكشوط'' حوارا نشر أمس، على الموقع الإلكتروني لها، حقيقة الخلافات القائمة بينه وبين باقي قيادات التنظيم الإرهابي في الصحراء، وعزله عن إمارة الصحراء، حيث قال في رده على سؤال حول حقيقة عزله عن إمارة الصحراء وإسنادها لأميرها الحالي يحيى أبو عمار، ونشوب خلاف بينهما من جهة، وبين ''أبو عمار'' وعبد الحميد أبو زيد من جهة أخرى، والهدنة التي أعلنها، إن ذلك راجع في مجمله إلى اختلاف التصورات وفهمها. وتهرب بلعور الذي أصبح نشاطه حاليا مرتبطاً وإلى حد كبير بالتهريب والاختطافات، من الإجابة على فحوى الخلافات التي أكد تائبون سابقا على أنّها كانت حرب زعامات على المناصب والمسؤوليات، إذ حاول كل طرف الاستحواذ على قيادة المنطقة في ظل تواجد الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي بالشمال، في وقت أرجع سبب الهدنة التي دخل فيها واستمرت سنوات، أنّها لم تكن هدنة بل ''شبه هدنة، كون الأمر لا يعدو كونه تحول في الإستراتيجية، حتم تهيئة ظروف مادية وتعبوية ومعنوية كانت بالنسبة لنا ضرورية للانطلاق في مرحلة جديدة''. وعن رفضه إلحاق تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بتنظيم القاعدة، قال بلمختار أنّه لم يكن معارضا، وأن ذلك تم بدعوة أبو محمد اليمني ودخوله الجزائر في محاولة لنقل صورة عن الوضع في الداخل والصحراء الكبرى، وإرسال يونس الموريتاني المدعو يوسف، الذي أسر مؤخرا في باكستان، والذي كان أول اتصال مباشر بيننا و بين إخوتنا في القاعدة، وكانت بداية المراسلات بيننا وبين القيادة هناك، مع جهود أخرى لإخواننا في الجزائر. ''أحذر الليبيين من دعاوى وضع السلاح.. ولم نحارب أبدا ضد القذافي'' بدا بلمختار متخوفا من ردة فعل الليبيين حيال سحب السلاح الموجود بحوزتهم من قبل السلطات الليبية الجديدة، على اعتبار أن هذا الأخير وأتباعه كانوا من بين أكثر المستفيدين من الأزمة الليبية، خاصة في مجال التزود بالأسلحة، والغريب هو أن بلمختار نصب نفسه مفتيا وناصحا لليبيين، حين قال أنه يحذرهم من الانسياق وراء دعاوى مشاريع نزع السلاح، طمعا في أن يواصل استنزاف ما تبقى من ''مظللين'' للحصول على أسلحة إضافية منهم، إذ اعتبر أن بقاء الأسلحة بين يديهم هو عز لهم وضمان لأمنهم، مضيفا أن عناصره استفادت من السلاح الليبي. بلمختار فضح ما ادعاه التنظيم الإرهابي سابقا، حين قال أنّه يدعم الحرب ضد نظام القذافي، وعندما قال أتباعه أنّهم يهددون ب''تفجير الأكاديمية العسكرية للثوار في ليبيا''، إذ أكد أن تنظيم دروكدال لم يشارك في الحرب ضد القذافي مطلقا، ''تنظيم القاعدة كان أكبر المستفيدين من ثورات العالم العربي، وإن كنا نرى أن هذه الثورات عموما ومنها الثورة الليبية لم تصل إلى المرجو منها، لأنه في نظرنا ما زالت نفس المنظومة الفكرية والسياسية العلمانية هي سيدة الموقف.. أمّا عن مشاركتنا في قتال القذافي بمفهوم المشاركة الميدانية فلا، أمّا عن ارتباط بعض الثوار بالتنظيم الإرهابي فكريا وتنظيميا بنا فهذه ليست تهمة''. بلمختار يبرّر ذبح الجنود الموريتانيين بأنّه خطأ من أخطاء الحرب برر بلمختار عملية ذبح أفراد الجيش الموريتاني الذين تم أسرهم في عملية إرهابية، بأنّها من أخطاء الحرب، وقال:''أما عن ذكرك لتعرض بعض من الجنود للقتل بهذه الطريقة'' الذبح'' فهذا أمر لم نرضه عند سماعنا الخبر ونعتبره خطأ، كما هو الحال في أخطاء الحروب، وقد صدرت حينها توجيهات من أخي أمير التنظيم أبي مصعب عبد الودود بعدم تكرار هذا الفعل''. الغريب في تصريحات بلمختار هو محاولة استمالة الموريتانيين، عندما قال أنّ الدخول مع الجيش الموريتاني في حرب لم يحدث مباشرة، وأنّ الدخول في حرب مع الجيوش ليس من سياستهم، وكأن عمليات التنظيم ضد الجزائريين العزل ومنتسبو الجيش الوطني الشعبي والأمن الوطني، ليست عمليات إجرامية، ''لأنّه ليس من سياستنا ولا من أولويات تنظيم القاعدة استهداف هذه الجيوش''، وفضح بلمختار محاولات ولد عبد العزيز التفاوض معه، حيث قال:'' أن تحييد موريتانيا في هذه المواجهة المعروفة المقاصد والأهداف أمر قابل للدراسة.. وقد كانت هناك محاولة بداية العام الماضي عندما بدأ هذا النظام بإطلاق بعض الأسرى من إخواننا وعرض علينا خلالها عن طريق بعض الإخوة المساجين إرسال وفد من أهل العلم على رأسهم الشيخ محمد الحسن ولد الددو على مؤاخذات عندنا و رحبنا بالفكرة ولا زلنا مستعدين للقاء أي وفد من أهل العلم مهما اختلفت وجهات النظر. ونحن على استعداد كذلك لأي نقاش علمي على منهج وأصول أهل العلم لدراسة التحديات التي تمر بها أمتنا المسلمة''، وهي كلها محاولات من التنظيم لكسب متعاطفين جدد في ظل تجفيف شبكات الدعم والإسناد بالجزائر، والتفاف المواطنين حول مسعى المصالحة الوطنية. بلمختار أكد فرضية وجود متسربين في التنظيم الارهابي، عندما قال أنّه تم إعدامهم، كونهم قدموا معلومات استخباراتية للمخابرات الموريتانية، وهو الطرح الذي نفاه التنظيم الإرهابي عدة مرات، وأكد أن الأمر مجرد ادعاءات وتشكيك في عناصر التنظيم الإرهابي، بعد صدور معلومات حول وجود وشاية بالتنظيم تساعد قوات الأمن في التوصل إلى تحركات الإرهابيين، ''تم القبض على بعض الجواسيس اعترفوا بالعمل لصالح كل من إدارة أمن الدولة ومكتب المخابرات العسكرية وقاموا بنشاطات استخباراتية، وقد اعترف أحدهم بتورطه في استدراج الإرهابيين''. الإفراج عن الرهائن الأوروبيين لن يكون إلا بانسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان تمسك أمير كتيبة الملثمين بمطلب انسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان، مقابل الإفراج عن الرعايا الأوروبيين الموجودين بين يديه، وقال بلمختار أنّ مقتل بن لادن لا يعني إلغاء الشرط، ''وكما تعلم أن مسألة المفاوضات في مسألة الفرنسيين، قد حددت قيادتنا مطالبها الواضحة ولم يطرأ أي تغير في هذه المسألة لحد الآن''، بالمقابل كشف بلمختار عن نصب كمين لقتل السفير الصهيوني في موريتانيا قبل الهجوم على السفارة. الأعور يستغبي المسلمين ويتحدث عن حرمة دمائهم في وقت استباح ذبح أبناء جلدته واصل بلمختار المدعو ''الأعور''، سياسة الاستغباء التي شرع فيها منذ بداية الحوار الذي ما فتىء يذكر فيه آيات وأحاديث مناسباتية، إذ قال في رده عن سؤال حول اعتداء على ميناء بموريتانيا تمت سرقة كل ما كان فيه، ''نعتقد أنّ شعوب بلادنا شعوب مسلمة معصومة الدم والمال وهذا ما قرره شرعنا وكيف لنا أن نستبيح أموال المسلمين، و أمّا عن الأموال العمومية التي ذكرت فهي في الأصل أموال للأمة..''، السؤال نفسه تلقاه بلمختار حول شراكته مع عصابات تهريب الأسلحة والمخدرات، التي اشتهر بها هذا الأخير حتى قبل أن يلتحق بالتنظيم الإرهابي، فقال أن ذلك حرام شرعا حتى وإن كانت لغير بلاد المسلمين، غير أن الجدير بالذكر في هذا الباب، هو أن مصالح الأمن المالية ونظيرتها الموريتانية كانتا قد أحكمتا قبضتهما على عصابات للتهريب، ثبت فيما بعد أنّها على علاقة بالتنظيم الإرهابي، قال عناصرها أنّهم كانوا بصدد تهريب المخدرات إلى أوروبا لأنها دولة كافرة.