أبدت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون قلقا شديدا من سقوط الأسلحة ثقيلة متطورة جرى تهريبها من ليبيا، بيد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وجددت عزمها على مواصلة البحث عن مصير هذه الأسلحة بالتنسيق مع الدول المحيطة بليبيا وعلى رأسها الجزائر ومصر. سارعت وزارة الدفاع الأمريكية إلى التعبير عن قلقها من سقوط الأسلحة الليبية التكتيكية والإستراتيجية في أيدي جماعات إرهابية تنتمي إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وكشف مسؤول في البنتاغون بأن وحدات عسكرية أمريكية تواصل البحث عن مصير هذه الأسلحة. وقال البنتاغون، في تعليق بشأن المعلومات الأخيرة التي تؤكد حصول الفرع المغاربي للقاعدة على أسلحة من ليبيا مستغلا الحرب التي دامت أشهر بهذا البلد وانتهت، بعد تدخل الحلف الأطلسي ودولة قطر، بانهيار نظام العقيد معمر القذافي، أن وزارة الدفاع الأمريكية تنسق بشكل منتظم في هذا الصدد مع الدول المحيطة بليبيا وهي مصر والجزائر ومالي وموريتانيا والمغرب. وكانت واشنطن قد أوفدت في وقت سابق فرق أمنية متخصصة تابعة لقوات النخبة في الجيش الأمريكي كلفت بالتقصي والبحث عن الأسلحة التي اختفت في ليبيا وتم نهبها من مخازن الجيش الليبي طيلة أشهر الحرب في هذا البلد، واقتفاء أثر الأسلحة الثقيلة، والأسلحة الكيماوية أو الجرثومية التي يعتقد بأن جزءا منها نهب وربما هرب إلى الخارج، خصوصا إلى دول شمال إفريقيا ومنطقة الساحل جنوب الصحراء. وعبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ انتهاء المواجهات في ليبيا عن قلقها من قضية السلاح المهرب واحتمال وصوله إلى المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي النشطة بجنوب الصحراء الكبرى، بالنظر إلى الخطر الذي يشكله على مستقبل أمن واستقرار المنطقة، وحتى على سلامة الأجانب والطيران المدني بالمنطقة. يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد دعت في 20 أكتوبر الماضي، مباشرة بعد اغتيال الزعيم الليبي، العقيد معمر القذافي، إلى ضرورة البحث عن الأسلحة التكتيكية التي يمكن حملها على الكتف والمقصود هنا هي صواريخ »سام7« المضادة للطائرات، الروسية الصنع،حيث جرى الحديث عن اختفاء ما لا يقل عن 10 ألاف منها، والأسلحة الإستراتيجية التي يقصد بها الأسلحة الكيماوية والجرثومية التي كانت متوافرة في مخازن الجيش الليبي. وكان أمير ما يسمى بكتيبة الملثمين، التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أبو العباس، ويكنى أيضا بالأعور، واسمه الحقيقي مختار بلمختار، قد كشف بأن التنظيم الإرهابي قد حصل على أسلحة جرى تهريبها من ليبيا خلال المواجهات التي شهدها هذا البلد في الأشهر الأخيرة وانتهت بسقوط نظام العقيد معمر القذافي، وقال خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الموريتانية الخاصة »أخبار نواكشوط« بأن من أسماهم ب»المجاهدين« في تنظيم القاعدة عموما من أكبر المستفيدين من ثورات العالم العربي، أما عن استفادتنا من السلاح من ليبيا، فهذا أمر طبيعي في مثل هذه الظروف، ولم يقدم بلمختار، تفاصيل عن الأسلحة التي حصل عليها التنظيم، إلا أنه حذر الليبيين »من الانسياق وراء دعاوى ومشاريع نزع السلاح« بعد مقتل القذافي، واعتبر أن الأسلحة في »أيدي المسلمين في ليبيا هي عزهم وضمان أمنهم، وتساعد في إقامة المنهج الإسلامي الراشد لكل نواحي الحياة« في ليبيا، واعترف من جهة أخرى بوجود ارتباط فكري بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ومن أسماهم ب »شباب الصحوة الإسلامية والجهادية في ليبيا، إلا أنه زعم من جهة أخرى بأن عناصر الفرع المغاربي للقاعدة لم تشارك في مواجهة نظام القذافي.