كشفت آخر حصيلة للجمعية الوطنية لضحايا الألغام عن وفاة 14 جزائريا وإصابة 21 آخر بعاهات مستديمة خلال الأربع سنوات الأخيرة في مناطق مختلفة من الوطن، حيث سجلت سنة 2008 وفاة شخصين وإصابة 6 آخرين بعاهات مستديمة جراء انفجار 5 ألغام تعود إلى الحقبة الاستعمارية رغم جهود الجيش الوطني الشعبي في تفجير قرابة 10 ملايين لغم منذ الاستقلال. * وأوضح السبت، محمد جوادي، رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام، في تصريح "للشروق" أن معدل انفجار ألغام الحقبة الاستعمارية انخفض إلى انفجار 5 ألغام في المتوسط سنويا حسب إحصائيات الأربع سنوات الأخيرة، وذلك بعد مبادرة رئيس الجمهورية سنة 2005 بضرورة امتثال السلطات الفرنسية لمطالب الجزائر بتسليم جميع خرائط الألغام والشروع في حملة واسعة لتطهير المدن الحدودية مما يوصف ب"حقول الموت"، مضيفا "رغم تسلم الجيش الوطني الشعبي سنة 2007 خرائط الألغام، إلا أن مرور أكثر من نصف قرن من زرعها تسبب في تغير مواقعها نتيجة لتأثر التربة بالانجراف والعوامل المناخية، حيث تحركت بعض الألغام ب6 كيلومترات إلى 10 كيلومترات عن مواقعها الأصلية، ما أفقد الخرائط قيمتها وعقّد من عملية نزع الألغام". * وسجلت سنة 2008 وفاة شخصين بمدينتي النعامة وورقلة بالإضافة إلى إصابة 6 آخرين بعاهات مستديمة في سيدي بلعباس والنعامة وتلمسان وخنشلة، في حين بلغ عدد الوفيات سنة 2007 نتيجة انفجار الألغام 6 وفيات سجلت خمس منها في انفجار لغم في 9 أفريل من سنة 2007 بمدينة بشار، في حين توفي 3 أشخاص سنة 2006 و3 آخرين سنة 2005 في النعامة وتلمسان وميلة. * وأشارت حصيلة الجمعية أن أغلب ضحايا الألغام هم من الأطفال والرعاة والفلاحين، في حين مثلت النعامة وبشار وبسكرة وتلمسان الولايات الأكثر تسجيلا لحوادث انفجار الألغام، كما ذكرت الحصيلة أن حقول الألغام أو "الحرب النائمة" أتلفت آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة، فضلا على أن المناطق الملغمة والمعروفة هي محرمة على الفلاحين والأهالي، وممنوعة من الاستغلال، في حين اعتبر المسؤولون عن الجمعية أن التكفل بضحايا الألغام مقبول في العموم، إلا أنه يجدر بوزارة المجاهدين إعادة النظر في نسبة الإعاقة للضحايا قصد رفع المنحة المقدرة ب 21 ألف دج خلال ثلاثة أشهر في المتوسط. * وزرع الجيش الاستعماري قرابة 11 مليون لغم على طول 460 كليومتر في الحدود الشرقية وعلى طول 700 كيلومتر في الحدود الغربية خلال الفترة الممتدة ما بين 1956 و1960 مكونا بذلك خطي شارل وموريس لمحاصرة الثورة الجزائرية ومنع عملية تهريب الأسلحة عبر الحدود الشرقيةوالغربية للبلاد، ويقدر عدد الألغام النائمة التي تهدد حياة الجزائريين اليوم بحوالي 2 مليون لغم بعد نزع الجيش الوطني الشعبي قرابة 10 ملايين لغم منذ الاستقلال.