تشهد مزرعة الشهيد سي محي الدين بورقيقة الواقعة جنوب ولاية تيبازة وضعية مزرية، و هي من أكثر المناطق التي تعاني من الإهمال و انعدام برامج التنمية، بالرغم من تمتعها بأراضي زراعية خصبة و مياه جوفية كانت تدر محاصيل معتبرة من الكروم و الحمضيات. و تعرف المزرعة تنامي كبير في عدد السكان لكن هذا يقابله نقص في المرافق الضرورية حيث لم تعرف أي برامج تنمية منذ بداية الاستقلال حينما كانت الأراضي الزراعية تدر على أبناء المنطقة محاصيل وفيرة وهو ما جعل بالسلطات آنذاك إلى توفير المرافق الضرورية للفلاحين لتشجعيهم على البقاء في أراضيهم، لكن العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر خلال التسعينات جعل بالعديد من السكان التخلي عن أراضيهم و ترك الزراعة.كما قام معظمهم بكراء تلك الأراضي للخواص و هو ما اثر على المحاصيل لزراعية. أراضي خصبة تتحول إلى ورشات للميكانيك مع قيام العديد من أبناء المزرعة ببيع أو كراء أراضيهم الزراعية للخواص تراجعت المنتوجات التي كانت تدرها المنطقة من حمضيات و كروم ، حيث تم تحويلها إلى ورشات و مستودعات لإصلاح العتاد الفلاحي ناهيك عن إسطبلات لتربية الأبقار و الخيول وهو الشيء الذي زاد من معاناة السكان لما له من تأثير على صحة المقيمين جراء الروائح الكريهة و الفضلات التي يتركونها أمام مداخل الإسطبلات، و هذا ما وقفنا عنده لدى زيارتنا للمزرعة حيث قام أحدهم بإخراج فضلات الماشية في وسط الحي ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة خاصة مع الارتفاع المحسوس في درجة الحرارة، و في سياق متصل أدى الحفر العشوائي للآبار إلى جفاف الآبار الموجهة للاستهلاك و هو الشيء الذي استاء منه المواطنين التي تعاني حنفياتهم من غياب المياه الصالحة الشرب بعدما كانت متوفرة طول أيام الأسبوع، كما يشهد الطريق الذي يربط المزرعة بالطريق الولائي وضعية مزرية بالرغم من إعادة تهيئته منذ سنتين لكن الغش في المواد المستعملة اعاده أسوأ من ذي قبل. غياب المرافق الضرورية يزيد من معاناة السكان و خلال حديثهم لجريدة النهار عبر السكان استيائهم الشديد من إهمال السلطات لمطالبهم المتكررة بإعادة تهيئة أهم المرافق الضرورية بالحي التي لم تشهد أي ترميمات منذ إقامتها خلال العهد الاستعماري، كالابتدائية التي عرفت بعد عناء طويل بناء أقسام جديدة و هدم القديمة التي لم تعد صالحة للدراسة ، لكن أشغال التهيئة كبناء صور حول المدرسة و عدم تنظيف الفناء لم تتنته بعد. و في سياق أخر يعاني المستوصف الموجود في المزرعة من غياب الأطباء حيث لا يزروه الطبيب إلا في المناسبات ما يستدعي بالمواطنين للذهاب إلى مستشفى الحجوط الذي يبعد بأكثر من 11 كيلومتر مربع،هذا ناهيك عن غياب النقل و مشكل النفايات و المكان المناسب لتجميعها حيث تظل في الحي لأكثر من 15يوم قبل أن يتم أخذها من طرف مصالح النظافة بالبلدية، ما أدى إلى انتشار الحيوانات الضارة و إصابة العديد من الأطفال بأمراض نظرا لتفريغ النفايات أمام المدرسة ووسط الحي. و في ظل هذه الوضعية المزرية التي يعيشون فيها ناشد سكان المزرعة من السلطات المحلية النظر إلى مشاكلهم لإيجاد حلول جذرية لمشاكلهم.