يعيش سكان مزرعة محي الدين (عين البنيان) على وقع أزمة خانقة تعود أسبابها إلى مشكل السكن الذي يتخبط فيه قاطنو هذه المزرعة منذ عدة سنوات. بعد استفادة معظم العائلات المتواجدة بهذه المزرعة من قطع أرضية في إطار برامج الثورة الزراعية، وهم يقتاتون من محاصيلها ويسترزقون من منتوجاتها، كون هذه الأخيرة تعد بمثابة نشاطهم الرئيسي ومصدر دخلهم، غير أنه ومع مرور الزمن- يقول السكان- انقلبت الأوضاع رأسا على عقب لاسيما وأن المنطقة ريفية ومعزولة عن بقية الأحياء المجاورة، ولعل مازاد الطين بلة - يضيف محدثونا - هو تواجد مقر إقامتهم بمحاذاة وادي الشراقة الذي يعد عرضة لمختلف العوامل الخارجية وشتى أنواع الكوارث الطبيعية، خصوصا أثناء فصل الشتاء حيث يرتفع منسوب مياه الأمطار وتكثر الفيضانات الطوفانية، إضافة إلى تجمع الأتربة والحصى بكميات هائلة، ولعل أكبر دليل على ذلك هو فيضانات 2001 و 2007 التي كانت سببا وراء عزوف العديد من المتمدرسين عن الالتحاق بمقاعدهم الدراسية، ومن ثمة تسربهم في سن مبكرة، علما أن الفئة الأكثر تضررا في ذلك هي شريحة الفتيات. ويعاني السكان نقائص عديدة، نذكر منها اهتراء الطرقات وصعوبة التنقل، فالممر الرئيسي المؤدي إلى سكناتهم- يقول المواطنون- بحاجة ماسة إلى عملية تزفيت، خصوصا مع تحفر معظم نقاطه الفرعية، الأمر الذي زاد من معاناتهم اليومية، وبالأخص مستعمليه بصفة دائمة. وفي سياق ذي صلة، يعد غياب شبكة الإنارة العمومية وانعدام الماء الشروب وكذا غاز المدينة كابوسا حقيقيا بالنسبة لقاطني هذه المزرعة النائية، الأمر الذي جعلهم يضطرون للاستعانة في كل مرة بالصهاريج التي تقتطع بدورها -حسب تصريحاتهم - حصتها من ميزانية كل عائلة، ضف إلى ذلك أن فصل الصيف على الأبواب والحاجة إلى هذه المادة الحيوية تتضاعف وتزداد. هي عوامل وأخرى جعلت الحياة بهذا الحي تكاد تكون شبه مستحيلة، فغياب المرافق العمومية وانعدام المنشآت القاعدية زادت من معاناة السكان، فضلا عن امتعاضهم من الظروف القاسية والأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها، لذا يناشد سكان مزرعة محي الدين السلطات المحلية إيجاد حلول ناجعة.