نظم بالجزائر العاصمة معرض جماعي بعنوان "هن" ضم أعمالا لأحد عشر رسامة ومصورة فوتوغرافية جزائرية ابرزن من خلاله نظرتهن للمرأة و التراث الثقافي. وشكل هذا المعرض الذي بادر إلى تنظيمه مركز الفنون بقصر رياس البحر فرصة لاكتشاف أعمال مواهب شابة سيما في مجال التصوير الفوتوغرافي الفني ومعاجلة الصورة. وبمناسبة هذا الحدث قدمت أحلام كوردوغلي عملها الفني الموسوم ب "حواء" الذي يحتفي بالمرأة الجزائرية ولباسها التقليدي من خلال مجموعة من الصور الفوتوغرافية من الحجم الكبير، وهي صور تركز على وجه امرأة مرتدية الحايك الجزائري، وتمت طباعتها وفق عدة أجزاء معروضة على مستويات عدة لتوفر فرصة فريدة للزوار للاطلاع عليها. أما صونيا مرابط المتخصصة كذلك في التصوير الفني فعرضت عملاً حول الوشم القديم الذي تحييه من جديد عبر تقنية التطريز التي تسمح بترصيع هذه الأوشام المكونة من الجواهر والمعادن فوق وشائح شفافة ترتديها الفنانة نفسها من خلال عرضها للوحات ذاتية. كما عرضت الفنانة التشكيلية ليلى بوزيدي بأسلوبها الواقعي البحت، ثلاث بورتريهات للمرأة مستعملة الألوان المائية تُبرز قيمة اللباس والجواهر التقليدية لمنطقة الأوراس و الحايك ونول الحياكة. كما تضمن عمل الرسامة زاهية قاسي الرموز البربرية و أشكال الزخرفة أثناء الحياكة، وهو ما يُعدّ تثمينً للعمل الحرفي النسوي و البيوت التقليدية لمختلف قصبات الجزائر من خلال أعمال أنجزت في اغلبها بواسطة السكين. وعرضت جازية شريح التي تعمل على المنمنمات عددا من أعمالها القديمة المستوحاة في جُلّها من الزخرفة الجمالية لجدران قصبة الجزائر العاصمة. هذا وعرضت كل من نسمة بودة وجميلة عبابسية أعمالا أخرى تحتفي بالمرأة وبيئتها أو تستنكر انغلاقها على نفسها. في هذا الصدد أكد مدير مركز الفنون بقصر الرياس أن المركز قد شرع في أشغال التهيئة والتحسين التي ستنتهي عما قريب من أجل إبراز صورته بشكل أفضل من خارج المبنى. يجدر التذكير أن معرض "هُنّ" سيستمر إلى غاية 27 فبراير الجاري. للتذكير،فقد يحتضن الجناح الشعبي بمدينة مونبوليي (فرنسا) مائة صورة فوتوغرافية التقطتها الباحثتان جيرمان تيون و تيريز ريفيير في منطقة الاوراس في سنوات 1930. و يتضمن المعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية التقطتها الشابتان الباحثتان معا في تلك الفترة خلال بعثة جرت ابتداء من 1935 في الاوراس باسم متحف علم الاعراق بتروكيدارو (باريس) الذي تحول في سنة 1937 الى متحف الانسان. في هذا الصدد اكدت كريستيان فيلين محافظة المعرض الذي يحمل عنوان "الاوراس 1935 صور فوتوغرافية من انجاز ت. ريفيير و ج. تيون" انه "اذا كانت تيريز ريفيير قد ركزت على دراسة النشاطات المادية و الاقتصاد المنزلي فان جيرمين تيون قد تناولت علاقات الابوة و السلطة التي تطرقت اليها اعمالها +الحريم و ابناء العم+ (1966) و +كان في يوم من الايام علم الاعراق+ (2000)".