قال رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله ،أن الشعارات التي رفعت في الأسابيع الأخيرة بالحراك الشعبي، تشير إلى نيات مبيتة واصفا أياها بأنها تمثل تيارا واحدا بحيث أنها تدعو إلى الدولة المدنية بمحتوى علماني فرنسي. وأضاف أول أمس عبر صفحته الرسمية بشبكات التواصل الاجتماعي أن “الشعارات الأولى للحراك في أسابيعه الأولى هي التي تعبر عن حقيقة الشعب وثورته من خلال مطالبه المشروعة والحقيقية التي دعا إليها، أما الشعارات التي رفعت في الأسابيع الأخيرة لا تمثل إلا تيار معين يدعو إلى مدنية الدولة بمحتوى علماني فرنسي لا غير”. هذا ودعا المتحدث أصحاب هذا التيار إلى “ضرورة مراجعة أنفسهم والتراجع عن هاته الدعوات المعروفة والتي أبانت حقيقتها في الأسابيع الأخيرة”، مبرزا أن “أبرز سمات هذه الثورة السلمية أو الانتفاضة الشعبية أن جيل الثورة أو الانتفاضة قدّم في الأشهر الأولى نموذجا رائعا في التضحية والتماسك والإيثار، وكذا التمسك بالسلمية والآداب الجميلة في التعامل مع بعضهم البعض”. وقال أن “الانتصار للمرجعيات الثقافية والحضارية والتاريخية للأمة والوعي بما يجب تحقيقه هذه من إصلاحات تتأسس على إعادة الحق في السلطة والثروة للشعب وعلى المحافظة على الوحدة الوطنية وحمايتها من كل ما قد يتهددها من الداخل والخارج والتأكيد على اللحمة الأخوية بين الشعب والجيش”. وأكد رئيس جبهة العدالة والتنمية أنه “بات من الضروري رفض كل أشكال الدكتاتوريات والإيمان بديمقراطية المشاركة في الحكم وضمان حرية ونزاهة الانتخابات ومشاركة الشعب في صنع القرارات المصيرية إلى غير ذلك من مظاهر الوعي السياسيّ والنضج الثقافي”. وأوضح جاب الله، أن “هذه المميزات والسمات التي جاءت بها الثورة السلمية بدأت في التراجع بعدما تركتها فئات واسعة من الشعب مما فَعَلَ أصوات تيار واحد في المسيرات وبخاصة في الأشهر الأخيرة وهي أصوات تدعو إلى الدولة المدنية بمحتوى علماني فرنسي”، مؤكدا أنها “تحاول من خلال العولمة بقيمها وآفاقها وآلياتها أن تزرع عوامل الخلاف وتطالب بمرجعيات أخرى قد يتناقض بعضها مع مرجعيات الشعب المعروفة “. من جهة أخرى أضاف، أن “مثل هذا الخطاب والشعارات لا تخدم مطالب الشعب وقد يلحق الضرر بما ناضلنا وناضل غيرنا من أجله وطالب به الشعب في مسيراته المليونية من مطالب تلخصها شعارات الشرعية والعدل والمساواة والحرية والكرامة والتقدم “. و قال جاب الله أن “الشعارات الأولى للحراك هي التي تعبر عن حقيقة الشعب وحقيقة ثورته وهي التي تقوى على تحقيق القطيعة مع الاستبداد والفساد وتبني نظام الشورى والديمقراطية الخادمة لموروثه الثقافي والحضاري الإسلامي العربي الأمازيغي”.