أكثر من نصف قرن من الزمن مضى منذ أن استرجعت الجزائر استقلالها وحرية شعبها، حيث دخلت بعدها القيادة السياسية وإن كانت هناك مطبات في بداية الاستقلال ،في بناء دولة هدفها خدمة الشعب الذي حرم طيلة أكثر من قرن ونصف قرن من جميع الحقوق ،حيث استولى المعمرون من فرنسيين وغيرهم من الأوروبيين على كل خيرات الجزائر وصنف أبناء الوطن الشرعيين في أسفل درجة السلم الاجتماعي ،فلا سكن ولا تعليم ولا عمل،جعلوا منهم عبيدا يعملون طيلة اليوم في أشق الأعمال لفائدة الفرنسي المغتصب .. ! إلا أن قيام الثورة المباركة أطاحت بكل ظالم وجبار في أرض الوطن التي تحولت تحت أقدامهم بفضل ضربات المجاهدين إلى جهنم لا تبقي ولا تذر منهم أحدا،إلى حين خرجوا مطأطئين الرؤوس أذلاء يجرون أذيال الخيبة وما اقترفوه من جرم في حق الشعب الجزائري،ولكن هيهات فمثل أحفاد طارق والأمير،لا يمكن أن يستسلم أبدا للعدو،فلا أحد من أحرار الوطن يستسلم،النصر أو الشهادة..؟ الحمد لله اليوم كل شيء واضح وعلى المكشوف والجزائر يسودها الأمن،وأن ما أعلن من تكفل الدولة اجتماعيا بمواطنيها قد بدأ يتجسد ميدانيا،وما تجميد الرئيس "عبد المجيد تبون" لضرائب ورسوم فرضت وفق قانون المالية لسنة 2022 على السلع والمواد الغذائية،وما وعد به مع بداية العام القادم 2023 ،سيكون أفضل بالنسبة للمعلمين والمتقاعدين والبطالين وحتى الأعوان شبه طبيين،كل هؤلاء ستتحسن أجورهم..!
والمتتبع عن كثب يدرك تماما،أن الدولة الجزائرية اجتماعية بامتياز وما وجدت إلا خدمة للمواطن،وأن قيادتها تعمل وفق هذا المنظور التضامني المحمود،ليس من اليوم فقط،ولكن منذ فجر الاستقلال،لكن هناك وعلى المستوى القاعدي من المسؤولين من يحاول تغيير مسار هذا المفهوم الذي يعكس توجهها الاجتماعي،والذي لا يخدم فئات الأرامل واليتامى والفقراء والضعفاء،الذين بدعائهم،كما قال رئيس الجمهورية في خطابه في اجتماع الحكومة مع الولاة،وبمثل هذه الأفعال الخيرية والإنسانية تجاه هؤلاء،أبقى الله حفظه وستره على الجزائر..؟ !