اليوم يتذكر الجزائريون خاصة سكان رقان بالتحديد،تلك المأساة التي أحدثتها فرنسا العجوز في صحرائنا الجزائرية منذ 64 سنة خلت،وهذا بقيامها بأول تجربة نووية هناك،كان ضحيتها الشعب الجزائري والأرض والحيوان،ومازالت الإشعاعات النووية تقتل إلى اليوم،حيث مات جراءها مباشرة وبمرض السرطان المئات من الجزائريين،ناهيك عن التلوث النووي والخسائر الفادحة والأضرار التي لحقت بالبيئة ..؟ هذه التجربة لقوة القنبلة النووية الفرنسية لم تكن الوحيدة في التراب الجزائري،بل تلتها عدة تجارب،حتى غدت بحق الجمهورية الفرنسية بلدا نوويا بمساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية،التي لم تقتصر مساعداتها على السلاح النووي،بل كان قبل ذلك اقتصاديا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية،وذلك عبر مشروع "مارشال" المعروف..! فرنسا المجرمة التي تستحق أن تحاكم سياسيا وقضائيا وتقوم بتعويض الدولة الجزائرية وكذا ضحايا القنبلة النووية التي فجرتها يوم 13 فيفري 1960 تحت مسمى "اليربوع الأزرق" ب ّ"رقان"كما أشرنا في أقاصي الصحراء الجزائرية الجميلة الخصبة والمعطاءة..؟ لقد تضرر الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي وتسلطه وممارساته واضطهاده،وكان الضرر الأكبر متمثلا في تلك التفجيرات النووية،التي بات من الواجب علينا أن ننادي بمقاضاة فرنسا في المحافل والمحاكم الدولية المختصة،وهذا حتى لا تمر جريمة دون عقاب،ولا يسكب دم الأحرار في الرمال هدرا،ويذهب معه حق مثبت بكل الشرائع السماوية والأرضية،وبالتالي تعرف فرنسا وأذنابها أن دم لن يصير يوما ماء وأن شهداء الوطن خلفوا رجالا لن يسكتوا عن المطالبة بحقهم وإن طال الزمن..! إنه يجب على الوطنيين أن يدركوا جيدا أن مطالبة الاستعمار الاستيطاني بالاعتذار والتعويض عن كل ضرر لحق بكل عائلة جزائرية وإدانتها على مسمع ومرأى الرأي العام الدولي،حق وواجب لا يسقط بالتقادم ولا برسم علاقات طبيعية أو من نوع خاص بين الجزائروفرنسا..؟ ولو أن البعض ممن اتخذوا مقولة "عفا الله عما سلف" شعارا لهم ،لا يمكن بأية حال من الأحول قبول هذا الاتجاه أو السير معه وهضمه،لأنه أبدا لن ننسى جرائم العجوز التي ارتكبتها في حقنا..؟!