شركة BYD الصينية العملاقة، التي كانت في البداية تعتزم إنشاء مصنع لتصنيع بطاريات الليثيوم في المغرب، ألغت مشروعها مؤخرًا، مما يفتح هذا المجال واسعا للجزائر التي تطمح لأن تصبح لاعبًا رئيسيًا في إنتاج البطاريات الكهربائية في أفريقيا. أعلن عن مشروع مصنع البطاريات الكهربائية لشركة BYD في الدار البيضاء في عام 2017، لكن المشروع لم ير النور أبدًا. بعد سبع سنوات من الانتظار والعديد من العقبات، بما في ذلك الطلب المنخفض على الحافلات الكهربائية لشركة BYD في المغرب، والصعوبات المرتبطة بالانتقال إلى المواصلات العامة الكهربائية، تم إلغاء المشروع في نهاية المطاف. يتيح انسحاب BYD من المغرب للجزائر فرصة فريدة للتموقع في سوق بطاريات الليثيوم. يجدر التذكير بأنه خلال زيارته للصين في جويلية 2023، تلقى رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون دعمًا من نظيره الصيني شي جين بينغ لتنفيذ العديد من المشاريع الاستراتيجية، بما في ذلك إنشاء مصنع كبير للبطاريات الليثيوم في الجزائر. مزايا الجزائر لاستضافة مصنع بطاريات الليثيوم: تمتلك الجزائر العديد من المزايا لجذب المستثمرين الأجانب في قطاع السيارات. يُذكر أن مسؤولي BYD اختاروا الجزائر لموقعها الاستراتيجي في أفريقيا، حيث تمنح البلاد وصولاً متميزًا إلى سوق واعدة التوسع. يعد القرب من أوروبا ميزة رئيسية أخرى للتصدير إلى سوق ناضجة وراغبة. علاوة على ذلك، تسهل الحكومة الجزائرية إقامة الشركات الصينية وتضمن لها مناخًا استثماريًا مستقرًا وجذابًا. للتذكير، عززت زيارة تبون للصين الروابط الاقتصادية بين البلدين وسمحت الالتقاء مع ممثلين عن BYD في شنتشن بتقديم إمكانات الجزائر واهتمامها بتطوير صناعة محلية لبطاريات الليثيوم. وفي الواقع، يزور حاليا وفد حكومي من مقاطعة شانزين الصينية الجزائر لاستكشاف فرص جديدة للتعاون. وتهدف هذه الزيارة إلى تحديد مشاريع ملموسة وإقامة شراكات مستدامة بين البلدين. يعيد إلغاء مشروع شركة BYD في المغرب خلط أوراق قطاع بطاريات الليثيوم في أفريقيا وتتموقع الجزائر، بفضل مزاياها والتزامها، كمرشح جدي لاستضافة هذا المصنع لإنتاج بطاريات الجيل الجديد. سيساهم تطوير هذا القطاع الاستراتيجي في تنويع الاقتصاد الجزائري وتموقعه كرائد إقليمي في صناعة السيارات الكهربائية.