أكد وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أن الحكومة الائتلافية (الترويكا) الحالية ستستمر في الحكم لسنوات طويلة قادمة، معربا عن يقينه بأن الشعب التونسي «سيفوض حزب حركة النهضة للحكم من خلال انتخابات حرة ونزيهة». وأضاف عبد السلام خلال كلمته في اجتماع عام مع أعضاء المكتب المحلي للحزب بحمام سوسة أن «الحكومة الحالية تعد الأقوى في تاريخ تونس الحديث بعد الاستقلال، لأنها بنت شرعيتها من خلال الاستحقاق الانتخابي ونتائج صناديق الاقتراع». وأوضح أن الحكومة «ماضية في إبعاد أزلام النظام السابق من الحياة السياسية ومن مواقع القرار السياسي، ومقرة العزم على تطهير الساحة السياسية والإدارية والإعلامية من رموز الفساد عبر تفكيك هذه المنظومة»، مبينا أنه تمت إحالة عدد مهم من ملفات الفساد الإداري والمالي بوزارة الشؤون الخارجية إلى القضاء. وأكد الوزير -المنتمي إلى حركة النهضة- أن الحكومة لا ترغب في السيطرة على وسائل الإعلام، لكنها في المقابل لن تسمح للإعلام أن يتحول إلى منبر معادٍ لعمل الحكومة، مؤكدا أن صورة تونس في الخارج «ما زالت مشرقة رغم محاولة البعض إشاعة صورة قاتمة عن الوضع في البلاد». وشدد عبد السلام للجزيرة على أن حركة النهضة تحرص على إدارة البلاد في إطار شراكة وطنية حقيقة لتنفيذ برنامج الحكومة الذي صادق عليه المجلس الوطني التأسيسي، لافتا إلى وجود طفرات حقيقية في مجالات الحريات والتنمية، وكذلك الملف الاقتصادي. وأشار إلى أنه رغم صعوبات المرحلة الانتقالية في أعقاب الثورة «التي مثلت زلزالا في الحياة التونسية»، إلا أن الشعب يدرك قدرات الحكومة والجهود التي تبذلها. وجاء حديث عبد السلام بعد يومين من اتهام الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي حركة النهضة الإسلامية بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة، وقوله إنها تنهج نهج نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال المرزوقي في كلمة ألقيت نيابة عنه في تونس العاصمة في مؤتمر حزبه «المؤتمر من أجل الجمهورية» إن النهضة تذكّر بالنظام السابق بمحاولتها «السيطرة على مختلف دوائر الحكم، وتعيين أتباعها في مختلف المراكز الحساسة للدولة إلى جانب المماطلة في تحقيق التنمية.