نفى السفير العراقي بالجزائر عدي الخير الله، تدفق قوات وجماعات إرهابية من بلده نحو سوريا لدعم معارضتها، مؤكدا حرص حكومته على التصدي لأي نشاط مشبوه على الحدود بين البلدين، مؤكدا عدم صحة ما تتداوله بعض وسائل الإعلام بخصوص تدعيم كل من السعودية وقطر للمعارضة السورية بالسلاح، مشددا على ضرورة تبني كل من الجزائر والعراق لعلاقة استراتيجية قوية لقيادة العرب إلى بر الأمان من خلال تشكيل توازن جديد وفعال للعرب الذي بدأت تظهر ملامحه في القمة العربية الأخيرة التي احتضنتها بغداد. أكد السفير العراقي خلال ندوة صحفية نشطها أمس بمقر سفارته بالعاصمة على نجاح القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين ببغداد التي اختتمت فعالياتها في ال 29 من الشهر الفارط بإجماع كل المشاركين -على حد قوله-، منوها أنها اختلفت هذه المرة عن سابقاتها بحكم الإجماع على مناقشة القضايا التي تخدم العرب وتضمن مصالحهم وسلامة بلدانهم على غرار الإجماع الشامل على مقترح مساعدة البلدان العربية القوية ماديا واقتصاديا للأخرى التي تعاني، مستدلا في هذا الصدد بمشروع سوق العرب المشتركة المزمع انتهاؤها مطلع سنة 2020، فضلا عن التنظيم الجيد والأمن الشامل الذي سادها طيلة أيام فعالياتها، مشيرا أنها بدأت تستعيد هيبتها وتوازنها في الوقت الذي بدأت تظهر فيه بوادر اضمحلالها، مؤكدا حاجة العرب الماسة لقراراتها الواجب صدورها من قيادة حكيمة تستطيع جمع كل الأقطاب العربية لخدمة الصالح العربي في ظل الهشاشة التي يعيشها في العقود الأخيرة. أما فيما يتعلق بالأزمة السورية أكد المتحدث عدم صحة الرائجات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام العربية في الآونة الأخيرة والقائلة بتعاون قطر والسعودية على تموين المعارضة السورية بالأسلحة، مشددا على ضرورة التركيز على العداوة الصهيونية الساعية على تدمير العرب بدلا من تأجيج نار الفتنة بين بني العرق والدين الواحد، محذرا من الأجندات الأجنبية الخارجية التي تحاك ضد العرب قصد تشتيت شملهم وإضعافهم من خلال انتهاج مبدأ فرق تسد. وبخصوص العلاقات الجزائرية العراقية شدد عدي الخير الله على ضرورة تبني كلى البلدين لاستراتيجية قوية يتشارك فيها الطرفان على قيادة العرب نحو بر الأمان، أملا أن تكون سنة 2012 بداية لتجسيد هذه الخطوة التي سيدعمها حب الشعبين لبعضهما وأصالة الروابط التاريخية والدينية والسياسية التي تجمع البلدين. وفي سياق ذي صلة أكد المتحدث على وجود بعض المساجين الجزائريين بالسجون العراقية تم إيقافهم رفقة أفراد آخرين من بلدان عربية مختلفة إبان فترة الإرهاب التي اجتاحت العراق في السنوات القليلة الماضية، نافيا بالمناسبة وجود أي اتفاقية بين البلدين تسمح بنقلهم نحو الجزائر، مؤكدا أن القضية ليست بالعسيرة التي يمكنها أن تثير القلق بين الدولتين، مشيرا إلى أن عدد المساجين الجزائريين لا يتعدى 13 فردا. وفي سياق منفصل أشار المتحدث إلى تأجيل احتظان بلده لتظاهرة النجف عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2012 إلى سنة أخرى، في ظل غياب الاستعداد الكافي للعراق لاحتظان هذه التظاهرة، بحكم انشغاله مؤخرا بإجراءات وترتيبات عقد القمة العربية على أراضيها.