هي "سميرة هواري"، مديرة مؤسسة خاصة بتنظيم مختلف التظاهرات الاقتصادية والثقافية والعلمية كانت بدايتها كمنظمة أعراس لتتطور فكرتها بعد حصولها على قرض من الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب وتنشئ مؤسسة خاصة بتنظيم المعارض والصالونات، قامت هذه المؤسسة خلال العام الفارط بتنظيم أول طبعة لصالون الزواج، كان الهدف منها تعريف الجمهور بمهنة منظم الأعراس.استقبلتنا "سميرة" بابتسامة عريضة وهي تجول بين أجنحة المعرض يوم افتتاحه وتقف على احتياجات العارضين بكل إرادة وطموح من أجل إنجاح المعرض وتحقيق الأهداف التي سطرت له ليكون لنا معها هذا الحوار. كيف كانت بداية إنشاء مؤسستك؟ في الحقيقة، جاءت صدفة، ولكن حاولت الإطلاع على أسسها، غير أنني لم أجد معلومات كافية حول هذه المهنة، كونها جديدة في بلادنا، ولا توجد مراكز للتكوين، ثم طرحت الفكرة على عدد من الزملاء فلاقت إعجابا كبيرا، وكان السبيل لتحقيق المشروع هو الحصول على قرض من الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، حيث تم عرض المشروع وحصلت على القرض المطلوب، انطلاقتي كانت كمنظمة أعراس، ولكن وبمرور الوقت لاحظت أن مؤسسة لتنظيم معارض أحسن من منظمة حفلات، ويمكن أن نفيد بها أكثر فأكثر. ما هو الهدف من هذه المؤسسة؟ إن الهدف الأساسي للمؤسسة هو نشر مهنة منظم الأعراس كونها شيئا جديدا وليس منتشرا كثيرا في بلادنا، ولكن عمل المؤسسة لا يشمل فقط تنظيم حفلات الزفاف، بل كل التظاهرات المختلفة. ما تعليقك على تكاليف الأعراس حاليا؟ أكثر ما يفكر فيه المقبلون على الزواج هو التكاليف الباهظة للعرس، ولكن في الحقيقية نحن من نتحكم في تلك التكاليف، وليس العكس، فعلى الفرد أن يعرف كيف يوزع ماله على ما يحتاجه. عادة ما يعتبر الناس منظم الأعراس ما هو إلا ناهب للأموال، ما تعليقك؟ هذا هو المفهوم الخاطئ الذي ساد حول منظم الأعراس أن مهمته هي أخذ الأموال لا غير، لأنه في الحقيقية أنا أرى أن أصحاب الدخل المحدود هم الأكثر استفادة من منظم الأعراس، لأن الفرد إذا كان يملك المال الكافي يمكنه إجراء كل تلك التحضيرات بمجرد مكالمات هاتفية، لأنه لا يهمه المال، فمنظم الأعراس هو من يتم إطلاعه بالمبلغ الذي يتوفر في حوزة من يحضّر للعرس، وهو من يتكفل بمهمة المناقشة مع مختلف الجهات وبأقل التكاليف، فيمكن أن تجدها أقل ثلاث أو أربع مرات مما هي في حال اعتمد الفرد على نفسه في التحضير لعرسه. كما أن منظم الأعراس يساعد العروس في عملية الاختيار التي عادة ما تكون صعبة للغاية، فهي ترى كل شيء جميل، وبالتالي يصعب الاختيار، لأنها تبقى بحاجة لمن ينصحها ويساعدها حسب إمكانياتها حتى وإن اضطرت لتنظيم الحفل في البيت وبأبسط ديكور، لذا يتولى منظم الأعراس مهمة تحضير العرس حسب إمكانيات المقبل على الزواج، كما يقوم بدور الناصح والموجه بناء على خبرته في هذا المجال. ما هو تقييمك لواقع مهنة تنظيم الأعراس في بلادنا؟ إن مهنة منظم الأعراس صارت تخصصا قائما بذاته ظهر إلى الوجود وسيشق طريقه، لأنه لا يمكن أن نعزل مجتمعنا عن مختلف التطورات في مختلف المجالات، خاصة وأننا نعرف ما تعاني منه العروس وأهلها حتى أن الكثير منهم لا يستمتعون بالعرس جراء تعب التحضير له. مهنة منظم الأعراس صعبة وليست بالشيء السهل، والفرد يقيس ذلك على نفسه عندما يكون بصدد تنظيم عرسه، فكل أفراد العائلة يجندون من أجل التحضير للعرس، فما بالك لما يتكفل إنسان واحد بكل تلك الأعمال التي تسبق العرس، فتجده من يحرص على توفير الحلويات، الحلاقة، كراء قاعة الحفلات وغيرها مقابل ثمن محدد. كيف تقييمين إقبال الشباب على هذه المهنة؟ يمكنكم تصفح مواقع الانترنت لتقفوا على عدد من يطلبون الالتحاق بمهمة منظم الحفلات، فهي تخصص جديد لا يقتصر على تنظيم حفلات الزفاف، بل مختلف المناسبات على اختلافها. هل ترين أن منظم الحفلات هواية، أم أنها مهنة تحتاج إلى تكوين مسبق؟ لا توجد مهنة لا تحتاج إلى تكوين، لأنها أشياء جديدة لابد من مواكبتها، هذا من جهة ومن جهة أخرى فمنظم الحفلات عليه أن يتعلم كيف يتعامل مع مختلف الفئات وحتى الذهنيات على اختلاف سنهم وجنسهم حتى يحسن الخدمة، وحتى من الناحية القانونية كيف يستطيع حماية نفسه وزبونه، لذا أنا أراها تخصصا قائما بذاته، يحتاج إلى تكوين، لذا لابد من تشجيع التكوين والتأطير في هذا المجال حتى يتعلم كيف يحسن الخدمة. كيف جاءتك فكرة تنظيم معرض للزواج؟ في إطار نشاطات المؤسسة كانت البداية خلال العام الفارط من خلال تنظيم الطبعة الأولى لصالون الزواج، انطلقنا من جملة من معطيات خاصة أن الناس سيما النساء منهم صرن على اطلاع بآخر صيحات الموضة من خلال ما تبثه وسائل الإعلام من الألبسة، الماكياج،الحلويات، الديكور، الأفرشة، وغيرها من الأمور التي تهم العروس، لأنني شخصيا أعتبر أنه من حق الفرد أن يطمح لكل ما هو جميل، ولكن شريطة أن يكون ذلك بعقلانية. كما أن وجود بعض منظمي الأعراس ساعدني كثيرا، فعندما أخصص لهم معرضا يكونون حاضرين وهم من يتكلمون عن منتوجاتهم سواء لمن سبق لهم وأن مارسوا المهنة أو حتى الجدد منهم. ما هي أهم فعاليات الطبعة الثانية من الصالون؟ الميزة الأولى حضور مختصين في الألبسة التقليدية والحلويات، الحلاقة والديكور، وحتى المجوهرات إضافة إلى حضور مؤسسات لبيع مواد التجميل والأغطية، وهي جزائرية مائة بالمائة علاوة عن المحاضرات التي تقام على الهامش حول العلاقات الزوجية من الناحية الاجتماعية والطبية، حيث تم استدعاء مختصين في المجالات، وقد وجهنا دعوة لأخصائيي علم النفس والاجتماع والطب من أجل المساعدة في تنوير الشباب قصد إثراء النقاش، لأن ذلك ليس مساعدة فرد لوحده، بل لأسرة ومجتمع بكامله. كثير من الشباب لا يعرفون المعنى الأصلي للزواج، لذا كان لابد من محاضرات في علم النفس والاجتماع من أجل تفسير بعض المشاكل الزوجية وحتى من أهمية الزواج، إضافة إلى التطرق للمشاكل البيولوجية المتعلقة بالزواج، وحتى من الناحية القانونية. هل هناك تدارك للنقائص المسجلة في الطبعة الأولى من المعرض؟ نعم، هناك تدارك، مقارنة مع الطبعة الأولى، فالمسجلون سبق وأن شاركوا في الطبعة السابقة وقد وضعوا كل ثقتهم فيه من جديد وقرروا المشاركة في هذه الطبعة أيضا. هل ترين أن الإعلام لعب دورا هاما في إطلاع الجمهور؟ لقد نظمنا ندوة للصحافة وراسلنا إلى مختلف وسائل الإعلام، إضافة إلى مختلف الملصقات وتوزيع المطويات من أجل إعلام الجمهور بهذا المعرض. ما هي أهم الصعوبات التي واجهتها؟ لقد حصلنا على التسهيلات من طرف مختلف الجهات، خاصة الجهة المستقبلة لفعاليات الصالون، لذا لم تكن هناك أي صعوبة، لأنها تبقى على عاتق الحضور من أخصائيين وحتى الجمهور. هل من كلمة في الختام؟ في الختام أدعو الجمهور لعدم تفويت الفرصة، كما أود أن تلقى هذه الطبعة نجاحا بالنظر إلى التحضيرات.