بدأت الإصابات بداء الربو والأمراض التنفسية تتزايد بشكل مقلق، لا سيما وسط كبار السن الذين يعانون من ضيق في التنفس بفعل المحاجر الواقعة على طول الطريق الوطني الرابط بين باتنة والمسيلة في شقه الذي يربط مدينة باتنة بعين التوتة. حيث لا تزال شكاوى المواطنين تتزايد بالبلديات المجاورة والقريبة من تلك المحاجر منها بلدية لامبيريدي ومنطقة الغجاتي، اللتين تضررتا من الأتربة التي تفرزها الأخيرة، وهو نفس المشكل الذي تعاني منه بلدية عين التوتة منذ سنوات، وقد اشتكى المواطنون مؤخرا من هذا الإشكال الذي تتسبب فيه أزيد من 20 محجرة على طول الطريق المذكور.هاته المحاجر التي أتت على مساحات فلاحية شاسعة بعين التوتة وهي الآن تغطي أراضي فلاحية بغبارها، كانت إلى عهد قريب خصبة وتنتج عديد المحاصيل المتنوعة بين خضر وفواكه، بمنطقتي الغجاتي ولامبيريدي.وقد أكد المواطنون المتضررون أنهم لا يجدون سبيلا لتحويل مقر إقامتهم إلى المناطق البعيدة عن المحاجر، نظرا للغلاء الكبير في سعر العقار والإيجار بباتنة، ما يحتم عليهم البقاء تحت التأثير السلبي لأتربة المحاجر التي لا تحترم في معظمها قواعد تجنب التلوث، رغم التقارير المتتالية للجنة الولائية المختصة التي تطرقت خلال الدورات المتتالية للمجلس الشعبي الولائي إلى مشكلة هذه المحاجر وطالبت بإرساء قوانين ردعية في حق أصحابها إن ثبت عدم احترامهم للقانون. من جهة أخرى، فقدت الولاية مئات الهكتارات من الأراضي الخصبة التي تضررت من أتربة المحاجر والدخان المتصاعد من مصنع الإسمنت المتواجد بالمخرج الجنوبي لعين التوتة ما دفع بالفلاحين خاصة المطالبة بايجاد حل لهذه المعضلة بعد أن أصبحوا عاجزين عن استغلال أراضيهم وفقدوا مصدر دخلهم، مستغربين في ذات الوقت أن تكون هذه المرافق قريبة من الأراضي الفلاحية والتجمعات السكانية. وللاشارة فإن المواطنين القاطنين بمنطقتي لامبيريدي والغجاتي تتزايد معاناتهم الصحية، خاصة المرضى منهم بسسب سحب الغبار السام لتلك المحاجر والتي أقيمت بمحاذاة السفوح الصخرية الممتدة على مقربة من هاتين المنطقتين، لاسيما أن عدد المصابين بالأمراض التنفسية والربو في ازدياد بين سكان القريتين، بسبب سحب الغبار القادم من المحاجر نحو التجمعات السكنية على مدار أيام السنة، رغم الاحتجاجات والشكاوى المقدمة للسلطات المحلية لوقف نشاط المحاجر الأكثر قربا من السكان. كما تحولت الأراضي الزراعية الخصبة القريبة من هذه المحاجر إلى مساحات جرداء وغير منتجة رغم المحاولات العديدة للفلاحين لاستغلال أراضيهم بهذه المنطقة، التي أصبحت ملوثة تغطيها طبقة من ذرات الأتربة التي تنثرها الرياح انطلاقا من عمليات طحن الحجارة، وما ينجر عنها من غبار يغطي سماء المنطقة بصورة دائمة، لذلك يطالب سكان المنطقة من خبراء البيئة بإجراء دراسات علمية لكشف مدى خطورة نشاط المحاجر على السكان القاطنين بجوارها.