وصفت ب “الإنجاز التاريخي” الذي شارك في إعداده ثلاثين مختصا جزائريا أكد صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أمس، بالجزائر العاصمة على “المساهمة الفعالة ” للجزائر في تجسيد منصة المعجم التاريخي للغة العربية التي أطلقها أمس اتحاد المجامع اللغوية والعلمية العربية من العاصمة المصرية القاهرة. وقال بلعيد خلال افتتاحه ليوم دراسي نظم بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية، المصادف ل18 ديسمبر من كل سنة أنه “للجزائر فضل كبير في تجسيد هذه المنصة الرقمية التي شارك في إعدادها ثلاثين باحثا ومختصا جزائريا”واصفا هذه المنصة ب “الإنجاز التاريخي”. وأبرز أن الجزائر تعد “عضوا نشطا “في هذا الاتحاد، الذي تمكن من إطلاق هذا المعجم الذي “يضم حاليا ما يقارب مليار كلمة”، مشير إلى إمكانية “زيادة في عدد الكلمات التي يحملها هذا المعجم الذي تعود فكرة إنشائه لسنة 1932″، موضحا في نفس الوقت أن هذا المعجم “لا يعد صورة مكررة لمعجم قطر التاريخي للغة العربية الذي تم إطلاقه أمس تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للغة العربية. هذا وكشف بلعيد عن سعي مصالحه لإطلاق منصتين رقميتين حول المخطوطات الوطنية ومعجم الثقافة الجزائرية وذلك بالتنسيق مع وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، موضحا أن إعداد المنصة التي تتعلق بالمخطوطات الوطنية، يتم من خلال وضع “برمجية ذكية” تمكن من قراءة هذه المخطوطات التي يعود بعض منها لأكثر من 15 قرنا. وأبرز أن هذه البرمجية “تتعدى”، مسألة فهرسة هذه المخطوطات التي تتمحور مواضيعها بالدرجة الأولى عن الجوانب الدينية، حيث أن هذه البرمجية تقدم معطيات شاملة حول هوية المخطوط، مشيرا إلى أن المجلس تمكن لحد الآن من “جمع 12 ألف مخطوط “وهو مستمرة في جمع المزيد منها وذلك بالتعاون مع المواطنين الذين يملكون هذه الوثائق، مؤكد في ذات السياق على العمل “المتواصل” الذي يقوم به المجلس من أجل تجسيد منصة رقمية تتعلق بوضع معجم للثقافة الوطنية. كما دعا بلعيد خلال نفس المناسبة الشباب إلى المساهمة في ترقية اللغة العربية من خلال تكثيف الأعمال العلمية بالعربية لتعزيز تواجدها ضمن المحتوى الرقمي وكذا إنتاج برمجيات ومعاجم في مختلف المجالات بهدف توطين العلم بهذه اللغة التي تعد مظهرا من مظاهر الهوية الواجب الحفاظ عليها. وفي سياق متصل، أطلق المجلس جائزة اللغة العربية لوسائل الإعلام بهدف تشجيع الصحفيين على الكتابة باللغة العربية الفصيحة، تمنح لأحسن عمل إعلامي يتناول مواضيع تخص اللغة العربية، حيث تسلم الجائزة السنة المقبلة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية الذي تم اختيار تاريخه بناء على تزامنه مع الاستعمال الأول لهذه اللغة في هيئة الأممالمتحدة سنة 1973.