كشفت مصادر متطابقة من محيط مديرية الحملة الانتخابية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي بالجلفة التي تصدر قائمة الحزب فيها الوزير «شريف رحماني» ابن مدينة عين وسارة. عن وقوع ما يشبه الخيانة ومحاولة ضرب استقرار الحزب في الصميم بعد أن كشفت أطراف مقربة عن تواطؤ «السيناتور بلعباس» رئيس الكثلة البرلمانية للحزب في مجلس الأمة والمنسق الولائي، شكلت محاور التقرير الأسود الذي قدمه الوزير النائب «شريف رحماني» إلى الأمين العام للحزب «أحمد أويحيى» الذي فضل التريث وعدم التسرع في الفصل في هذه الاتهامات التي طالت السيناتور الذي رفض ملف ترشيحه ثانيا في قائمة الحزب بالولاية، وتتركز أهم الاتهامات في خيانة متعمدة للحزب والعمل ضد قائمته خاصة على مستوى الولاية، وكذا المناطق الجنوبية والتي لم تتحصل فيها قائمة «شريف رحماني» سوى على أصوات قليلة على الرغم من تحكم الحزب في وعاء انتخابي ل 23 بلدية يسيطر عليها «الأرندي»، هذه النتائج الهزيلة أدت بمتصدر القائمة إلى الاستنجاد بعرشه شمال الولاية وبالضبط مدينة عين وسارة والمناطق المحادية لها كسيدي لعجال، حاسي فدول، القرنيني، حد الصحاري والبيرين وهي المناطق التي رجحت كفة «الأرندي» ومكنته من انتزاع سبعة مقاعد مقابل سبعة أخرى للغريم «الأفلان»، هذا الوضع جعل «السيناتور بلعباس» في عين الإعصار واتهامه علانية بالخيانة بعد أن كرّس نضاله وحياته للحفاظ على سمعة الحزب ومكانته الرئيسية في الولاية. عموما وفي انتظار ما ستطلعنا به الساعات القادمة يبقى مصير السيناتور معلقا على قرار «أحمد أويحيى» رغم تسرب أخبار غير مؤكدة عن تنحيته من على رأس المكتب الولائي، وانتظار ما ستتمخض عنه دورة المجلس الوطني «للأرندي» المقرر عقدها الأيام المقبلة، والتي ستعرف سقوط عدة رؤوس من منسقي الحزب بالولايات التي مني فيها «الأرندي» بهزيمة نكراء بعد خروجه من عدة ولايات خاوي الوفاض، مثلما حدث في كل من جيجل، تيارت، خنشلة وغيرها. هذا في الوقت الذي عملنا فيه المستحيل من أجل الاتصال بالسيناتور لمحاولة فهم القضية اللغز وإيفاد القراء بملابسات هذه الوضعية الحرجة التي يوجد عليها حزب أويحيى بولاية مليونية بحجم الجلفة، لكن مساعينا باءت بالفشل نظرا لوجود المكتب في حالة غلق وهواتف السيناتور مغلقة وحتى النواب الفائزين لا أثر لهم في الساحة.