تواجه والي سطيف الجديد عبد القادر زوخ، جملة من التحديات على الصعيد الاجتماعي، خاصة تلك التي لها علاقة مباشرة بالحياة اليومية للمواطن مثل السكن بمختلف الصيغ والأنماط وكذا التهيئة العمرانية وفك العزلة عن المناطق النائية التي لا زال سكانها يعانون الأمرين، لا سيما بالمنطقة الشمالية من الولاية المعروفة بتضاريسها الجبلية الصعبة وتباعد قراها ومداشرها· فبالنسبة لقطاع السكن الذي يشكل انشغالا رئيسيا للمواطنين، فإن ما أنجز خلال الخمس سنوات الأخيرة يبقى دون التطلعات، لا لا سيما بالنسبة للسكن الاجتماعي، حيث لم يتم خلال نفس الفترة إنجاز سوى نحو 7000 وحدة موزعة أساسا عبر المراكز الحضرية الكبرى مثل عاصمة الولاية والعلمة وعين أزال وعين ولمان· فيما تقدر الحاجيات المعبر عنها في هذا الشأن بأزيد من 60000 وحدة سكنية سنويا· ومما يشار إليه في هذا المضمار، أن آلاف الطلبات المودعة لدى المصالح المعنية يرجع تاريخها إلى سنوات خلت مما زاد من معاناة أصحابها الذين أعياهم الانتظار والتردد على ذات المصالح للاستفسار عن مصير ملفاتهم التي تبقى منها في الأدراج لفترة تزيد عن عشريتين كاملتين وعكس مايشاع وتروج له المصالح المحلية المعنية، فإن ولاية سطيف التي تحتل المرتبة الثانية في تعداد السكان بعد الجزائر العاصمة لم تحقق الشيء المأمول بالنسبة لقطاع السكن في طبيعة الإجتماعية، بالرغم من الاعتمادات المالية الهائلة التي رصدت لهذا الشأن· أما بشأن التهيئة العمرانية وخلافا كذلك لما يشاع، فإن المسؤول الأول للولاية أبدى امتعاضه وتذمره من الوضعية التي آلت إليها المراكز الحضرية الكبرى من حيث التهنئة وتزيين المحيط وذلك منذ أن وطئت قدماه حدود الولاية وقد صدم ذات المسؤول منذ أول خرجة له لعاصمة الولاية وبالتحديد بقلبها النابض ساحة الاستقلال، حيث وقف على مظاهر مقززة تتمثل في الكم الهائل من البنايات الآيلة للسقوط وفساد الأرصفة واهتراء الطرقات وهو ما اعتبر تزييفا لواقع وحقائق عاصمة الهضاب العليا التي سوّق لها صورا غير موجودة على أرض الواقع· كذلك الأمر بالنسبة لمدينة العلمة ثاني أهم وأكبر تجمع سكني بعد عاصمة الولاية، حيث أضحت في وضع كارثي من حيث التهيئة العمرانية خاصة عبر أحياء بورقون، ثابت بوزيد ودوار السوق والسوامع، هذا الأخير الذي يقطنه زهاء 15 ألف ساكن أصبح مثالا للإهمال واللامبالاة إذ تتراكم الأوساخ والقاذورات في كل زاوية فضلا عن اهتراء الطرقات والأرصفة، خاصة أثناء تساقط الأمطار· وفي زياراته لعدة دوائر وبلديات، وقف المسؤول الجديد ميدانيا على معاناة سكانها من حيث نقص المرافق والهياكل الإدارية والصحية وفساد شبكة الطرقات وانعدام مادة الغاز الطبيعي في العديد منها، ما دفعه إلى الالتزام أمام ممثلي المجتمع المدني والمواطنين بالعمل على تحسين الأوضاع·