يعاني سكان مدينة عين التوتة بولاية باتنة منذ مدة من ظاهرة باتت تؤرق الكثير منهم ونعني بها كابوس انقطاع التيار الكهربائي المتكرّر خلال النهار والليل وهو الانقطاع الذي اختلف سكان المدينة في تفسير أسبابه، وإن أعاده أغلبهم إلى ما اتفقوا على تسميته ب« إهمال شركة الكهرباء وضعف خدماتها “. وفقا لتصريح البعض منهم ل«السلام اليوم” رأى عدد من أصحاب المحلات التجارية وخصوصا أصحاب محلات المواد الغذائية في حديثهم أنهم الأكثر تضرّراً من الانقطاع المستمر للكهرباء، موضحين أن استمرار هذا الانقطاع لساعات يتسبب في خسارتهم لبعض المواد الغذائية السريعة التلف. ومن جانبهم شكا تجار اللحوم بأنواعها بسوق الرحبة من الانقطاع المستمر للكهرباء، وقال عدد منهم: “إننا لا نستطيع فتح محلاتنا التجارية والعمل فيها في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي عن محلاتنا”. وفي سياق متصل وإثر جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا لبعض المحلات، وجدنا أنه في كل محل يوجد مولد كهربائي وبالأخص في المحلات التي تستخدم الأجهزة الكهربائية بصفة دائمة، حيث عبر أصحاب تلك المحلات على أنهم ذاقوا ذرعا من كل تلك الانقطاعات التي أتلفت لهم بعض الأجهزة الكهربائية وحتى بعضا من المواد الغذائية”، ومن أجل هذا أصبحنا نضع احتياطاتنا باستعمال المولد الكهربائي “يقول صاحب محل مواد غذائية. من جهة أخرى ترجع بعض من المصادر المسؤولة لنا، أن سبب كل تلك الانقطاعات هو الاستهلاك العالي للفرد الذي يفوق قدرة الشركة على تغطيته بسبب ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف، وأن السبب الرئيس هو أن استثمار مدينة عين التوتة في مجال تربية الدجاج وإنتاج البيض أدى بالمربين إلى استهلاك طاقة كبيرة من الكهرباء. ودعا ذات المصدر سكان المدينة إلى ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية خصوصا في أوقات الذروة وهو ما سيقلل من تلك الانقطاعات في الشبكة الكهربائية. ومهما اختلفت آراء المواطنين حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عن أحياء مدينتهم، فإنه من الواضح أن تضرّرهم من هذه الظاهرة يعكس حجم خطرها وضرورة البحث الحقيقي الجاد عن أسبابها والسعي نحو القضاء عليها، خصوصا وأن الصيف على الأبواب وزيادة الطلب على الكهرباء ستزداد مع ارتفاع درجات الحرارة.