باشر 33 ألف حارس بلدي أمس، زحفهم نحو العاصمة، في محاولة منهم لنقل انشغالاتهم إلى مقري البرلمان أو قصر المرادية وسط استنفار أمني كبير وحالة من الغليان الشعبي، إثر تسبب الزحف المذكور في شل حركة المرور على مستوى المحور الرابط بين البليدة والجزائر العاصمة. تجمع آلاف الحراس البلديين الذين أتوا من مختلف ولايات الوطن بمنطقة البليدة منذ الرابعة صباحا نحو العاصمة، لدعم زملائهم والتنديد بما سموه تعنت الوصاية في تنفيذ أرضية المطالب المتفق عليها، وعدم تجسيدها أرضية المطالب المتمثلة في احتساب ساعات العمل الإضافية خلال سنوات الأزمة والمقدرة ب 16 ساعة كل يوم طيلة الخمسة عشر سنة المنقضية بعد اكتشافهم أنهم غير مؤمنّين اجتماعيا، رعم عملهم الدؤوب 24 ساعة في اليوم، مشددين على رفضهم القاطع لفكرة التقاعد النسبي بصيغته الحالية ومصرين على ضرورة إيجاد صيغة جديدة. وطالب هؤلاء في تصريحات خاصة ب»السلام»، بإدماجهم في مناصب العمل، وتساءل العديد من المحتجين عن مصيرهم المجهول، سيما في ظلّ المعاناة التي تكبدوها خلال العشرية السوداء ومعاناتهم من الحقرة والتهميش على حد قولهم. وفي السياق ذاته طوقت قوات مكافحة الشغب نهار أمس مقر المندوبية التنفيذية للحرس البلدي بالبليدة، كما أقامت مصالح الدرك الوطني حاجزا أمنيا على مستوى الطريق السيار شرق غرب على مستوى طريق بوفاريك. ولم يخف مصدر أمني ل»السلام» خشيته حدوث انزلاقات وتجاوزات خلال المسيرة الحاشدة، مطمئنا بكون السلطات اتخذت كافة الإجراءات والتدابير لاحتواء الموقف.