تتفاعل قضية «بيع» مولودية الجزائر لأحد المستثمرين القطريين، حيث تدخلت أطراف مسؤولة لإنقاذ هذا النادي العريق المتأسس قبل 91 عاما، حيث أعلن عبد الحميد زرقين الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك استعداد الأخيرة ل»تأميم» النادي الرمز، بعدما أضحى الأخير مهددا بالتحول إلى «كرة» تتقاذفها أرجل كل من هبّ ودبّ. وأكد مسؤول سوناطراك في ندوة صحفية أمس، أنّ المؤسسة لن تتردد في استعادة المولودية، مشيرا إلى أنّ سوناطراك مؤسسة تابعة للدولة وحاليا هناك جدل واسع حول إمكانية استعادة فريق مولودية الجزائر، وإذا كان من الضروري استعادة الفريق فالمؤسسة لن تتردد في ذلك، وأعرب زرقين عن موافقته لبعث مخطط استعادة مولودية الجزائر بعدما تنازل عنها سنة 2008. وهلّل أكثر من طرف فاعل في بيت المولودية لنية سوناطراك باستعادة المولودية سيما بعدما زادت مخاوف أنصار المولودية من ضياع الإرث التاريخي الضخم لناديهم، فبيع المولودية حسبهم هو تهديد لهوية النادي وعراقته، ويرى قطاع واسع من اللاعبين والرموز المخضرمين، في قدوم القطريين إلى النادي الجزائري الأقدم، محاولة من قطر لتسويق نفسها واستغلال الشعبية الكبيرة للنادي الجزائري العريق، فالمولودية بما تكتنزه من رصيد جماهيري ضخم، هي أقصر طريق للوصول إلى قلوب الجزائريين المتوجسين من السياسة الخارجية القطرية. ويحتج عمر بتروني النجم الكبير للمولودية في سبعينيات القرن الماضي، على طرح فكرة بيع النادي الجزائري العريق لغير الجزائريين، مؤكدا أن محبي النادي لن يسمحوا ببيعه للغرباء، وأن النادي سيبقى جزائريا خالصا أحب من أحب وكره من كره. وانتقد بطروني بشدة المسيرين الذين يسوقون لفكرة شراء قطر لجزء من أصول المولودية ونعتهم ب»غير الأوفياء»، معتبرا أن أزمة المولودية مصطنعة وأن مشاكلها هي في بقاء أمثال هؤلاء المسيرين الذين لا يراعون قدر النادي ونزلوا به إلى الحضيض بعد أن كان الجميع يتغنى بالمولودية وأمجادها. واستغرب بطروني لجوء البعض إلى أجانب في وقت تزخر فيه الجزائر بمستثمرين قادرين على إنقاذ النادي والإبقاء على جزائريته، متسائلا كيف أن مبلغ 30 مليار التي تمثل أصول النادي، عجز عن تأمينها الجزائريون حتى يستنجدوا بالقطريين أو غيرهم من الأجانب. وحذر بطروني من أن القطريين لهم أجندات خاصة من وراء استثمارهم في أكبر ناد جزائري، وأنهم لا يسعون لمصلحة النادي بقدر ما يريدون استغلال شعبيته الكبيرة لدى الجزائريين لتحقيق أغراض غير كروية، والنادي حسب بطروني لن يكون ظهرا يركب من أحد ولن نسمح له أن يكون مطية لتحقيق أغراض غير كروية.