استفادت بلدية وادي العنب الواقعة على بعد 30 كم غرب ولاية عنابة، من برنامج متكامل من المشاريع التنموية في شتى القطاعات لإخراج البلدية من دائرة الفقر والتهميش التي عانت منها لسنوات بعدما عاثت فيها الجماعات الإرهابية خلال سنوات العشرية السوداء، وكانت الفاتورة التي تكبدها السكان المحليون باهظة، حيث دخلت المنطقة في دوامة من العزلة والفقر لسنوات حالت دون تحريك دواليب التنمية. «السلام” تنقلت إلى وادي العنب لتسليط الضوء على أهم الانشغالات التي تلازم سكان بلدية وادي العنب والتي بلغ عددهم حسب آخر الإحصائيات 21 ألف نسمة، وفي لقاء معه شدد رئيس البلدية الذي على استفادة المنطقة من 11 مشروع في إطار التنمية المحلية تمثل أهمها في إعادة تهيئة الطرقات الداخلية بكل من حي واد زياد وبوادي العنب مركز وتوسيع شبكة التطهير عبر إقليم البلدية وتجددي الإنارة العمومية، إضافة إلى إنجاز وكالة بريدية بوادي العنب وإنجاز حوض ترسيب وإعادة ربط مجمع المياه القديمة إلى مشاريع أخرى تخص إعادة التهيئة والمحيط. كما كشف المصدر ذاته عن افتقار البلدية إلى مصادر اقتصادية كالمصانع والشركات التي بدورها تساهم في إخراج المنطقة من التخلف والفقر فبلدية وادي العنب تشهد حالة ركود اقتصادي، وفي ظل غياب الاستثمار تسعى البلدية إلى تحصيل بعض المداخيل لتتحصل على ما نسبته 02 بالمائة تتمثل جلها في المحلات التجارية وتحصيلات الضرائب غير المباشرة، حيث بلغت ما قيمته مليار و200 مليون سنتيم، فيما بلغت السنة الماضية 2011 ما قيمته مليار و600 مليون سنتيم وتلجأ البلدية لإيجار الحافلات في الفترة الصيفية كصفقة لزيادة مداخيلها، إلا أنه رغم إعانة الدولة والولاية من كذا مشاريع إلى جانب الصندوق المشترك لما بين البلديات لفك العزلة تبقى البلدية بعيدة كل البعد عن مظاهر التحضر والتمدن. مشاكل اجتماعية تنخر سكان البلدية تضم البلدية عدة مراكز صحية عبر إقليمها، أهمها بوادي العنب مركز إلى جانب قاعتين للعلاج بحي ذراع الريش وأخرى بكل من عايب عمار وواد زياد وخرازة، ناهيك عن قاعة متعددة الخدمات الصحية في طور الإنجاز بواد العنب من شأنها المساهمة في تحسين الخدمات الصحية، وتسعى البلدية إلى إنجاز مستشفى مختص، إلا أن عملية إنجازه تخضع للخارطة البشرية، ليبقى حلم السكان في مثل هذه المنشآت الضرورية مرهون بعددهم، كون الحالات الخاصة والحرجة تنقل إلى بلدية بالرحال والحجار. في سياق متصل، أكد المصدر ذاته أنّ البلدية استفادت من 1200 سكن اجتماعي بمنطقة خرازة التي تعد أكبر تجمع سكاني يضم 10 آلاف نسمة، كما تم اختيار قطعة أرض لبناء 500 مسكن تساهمي مدعم بحي واد زياد إضافة إلى 1200 وحدة سكنية بخلف علي هي في طور النجاز، و10 وحدة بواد العنب مركز و160 سكن اجتماعي بمنطقة ذراع الريش، أما في إطار السكنات قيد الإنجاز بواد العنب حددت ب80 وحدة سكنية، كل هذه المشاريع السكنية من شأنها تحسين الظروف للسكان الذين ملوا حياة الأكواخ القصديرية. تعرف المنطقة تحسنا من حيث النقل نظرا لتحسن طرقاتها على مدى إقليم البلدية، ولم تعد المنطقة تعاني العزلة، خاصة وأنها تضم 10 مدراس ابتدائية و04 متوسطات إلى جانب ثانوية بمنطقة خرازة، وفي هذا السياق أكد رئيس البلدية أنه تم اختيار قطعة أرض لإنجاز ثانوية في كل من وادي العنب وذراع الريش الآخذة في التوسع، هاتان المنشأتان من شأنهما تخفيف الضغط على ثانوية خرازة وتسهيل انتقال التلاميذ الذين وفرت لهم وزارة التضامن الوطني حوالي 08 حافلات نقل لضمان وصولهم إلى مدارسهم. كما استفادت المنطقة من إنشاء 100 محل تجاري في إطار عملية محلات رئيس الجمهورية لصالح الشباب وقد دأبت البلدية على إتمام إبرام جميع العقود وتوفير كل الإمكانيات لضمان سيرورة العمل، إلا أن معظم هذه المحلات ظلت مغلقة رغم الاعذارات التي وجهتها البلدية لهم. وفي السياق ذاته، توجد 4 دور للشباب ببلدية وادي العنب موزعة على كل من وادي العنب مركز، خرازة وواد زياد إلا أنها تبقى هياكل بدون روح نظرا لنقص التأطير. الإنارة العمومية والماء نقائص بالجملة تعاني بلدية واد العنب من ضعف في الإنارة العمومية رغم استفادة البلدية من مشاريع من شأنها تعميم الشبكة إلى ضعف الإنارة زاد من معاناة المواطنين خاصة مع الارتفاع المحسوس في درجة الحرارة وما زاد الطين بلة النقص الفادح في التزود بالماء الشروب والذي تعاني منه منطقة ذراع الريش، والذي أرجعتها مصالح البلدية للتسربات الحاصلة على مستوى الشبكة نظرا لاهترائها أو عمليات التهيئة على مستواها. بالموازاة مع ذلك تعرف البلدية انتعاشا كبيرا في عملية التغطية بالغاز الطبيعي والتي وصلت إلى نسبة 90 بالمائة على كامل تراب البلدية لتبقى منطقة عايب عمار بحي 300 مسكن تنتظر هي الأخرى عملية التزود، كما يطمح السكان الذين التقينا بهم إلى تشجيع الاستثمار بالمنطقة وإعادة تفعيل مصنع الفلين لامتصاص البطالة وإعادة الحيوية للمنطقة خاصة وأنها تزخر بتنوع بيئي وغابي من شأنه تفعيل السياحة الغابية.