فجر أمس سكان غاضبون بقريتي الحصحاصية وأولاد تومي في بلدية العلمة النائية بولاية عنابة، انتفاضة شعبية عارمة احتجاجا على توالي انقطاعات التيار الكهربائي وشح الحنفيات العمومية منذ قرابة ثلاثة أشهر، دون التفاتة من السلطات المحلية التي وجه لها المحتجون انتقادات لاذعة ورعفوا ضدها شعارات مناوئة تتهم المسؤولين والمنتخبين المحليين ب»اعتماد سياسة تهميش وإقصاء منظمة تستهدف سكان الضواحي بعنابة»، مثل ما أكده ناشطون في المجتمع المدني في اتصال مع «السلام». وأقدم المتظاهرون على غلق الطريق الوطني رقم 84 بواسطة العصي والجارة والمتاريس الخشبية وإضرام النار في العجلات المطاطية حتى تعالت كتل من الدخان الكثيف غطت سماء البلدة الهادئة. واضطر مستعملو الطريق الوطني المذكور إلى الفرار من غضب المنتفضين والعودة من حيث أتوا حتى شلت حركة السير بالكامل، بعدما أغلقت المنافذ الرئيسة في وجه الوافدين أو المتجهين من وإلى ولايات قسنطينة وأم البواقي وقالمة والطارف وسوق أهراس وسكيكدة. ونقل شهود عيان أن الوضع شهد انزلاقات كادت تتطور إلى ما لا يحمد عقباه لولا الاستنجاد بوحدات الدرك الوطني للتدخل السريع بالحجار، فيما تعرضت عديد السيارات إلى التخريب، بينما سجلت نحو 13 إصابة في صفوف المتظاهرين وأعوان حفظ النظام العمومي. وقال مصدر أمني عليم إن قوات الدرك الوطني أوقفت في حدود الظهيرة حوالي 30 شخصا بتهمة الضلوع في أحداث شغب، والإخلال بالنظام العام وتحطيم ممتلكات عامة وخاصة. وتقرر حسب ذات المصدر إعداد محاضر قضائية ضد الموقوفين تحسبا لتحويلهم صبيحة اليوم إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة برحال الابتدائية. وتواصلت موجة الغضب إلى موعد العصر بسبب إصرار المحتظاهرين على عدم إخلاء موقع الاحتجاج الذي امتد لهيبه ليشمل بعض القرى ببلدية الشرفة المجاورة، حيث خرج السكان المحليون إلى الشارع للمطالبة بتحقيق شروط العيش الكريم والتنديد بتماطل المسؤولين المحليين والمطالبة برحيل المجلس الشعبي البلدي. ووجه الغاضبون في بلديتي العلمة والشرفة المتجاورتين اتهامات لمسؤولي شركتي «سونلغاز» و»سياتا» لتطهير وتسيير المياه للطارف وعنابة، محملين إياهم مسؤولية الظلام الدامس الذي يغرقون فيه منذ بداية شهر رمضان وكذا أزمة العطش التي تضرب الضاحية الغربية لولاية عنابة منذ ثلاثة شهور رغم توفر المنطقة على ثروة مائية هائلة. ورفع الغاضبون مطلب رحيل المجلس الشعبي لبلدية العلمة الذي فشل –حسبهم- في تسيير شؤون العامة وتفرغ أعضاؤه لقضاء مآربهم الشخصية، مستشهدين بالفضائح التي هزت البلدية منذ بداية العهدة وكذا حالة الانسداد والركود التي لازمت هيئة المنتخبين بسبب صراعات حزبية ضيقة، يقول مواطنون ومتتبعون تحدثوا ل»السلام». ورغم إصرار المحتجين على الحضور الشخصي لمسؤول الجهاز التنفيذي لمعاينة الواقع المعيشي المرير، لكن الوالي محمد الغازي رفض النزول إلى الميدان ظل حسب –متتبعين- يراقب الوضع من مكتبه. وللإشارة فإن مئات المواطنين من مستعملي الطريق الوطني محل الاحتجاج، عانوا أمس الويلات لمدة قاربت 5 ساعات بسبب الانتفاضة العارمة التي تزامنت من يوم رمضاني حار فاقت درجته 46 مئوية.