توقيف 23 شخصا في إحتجاجات على الماء و الكهرباء ببلدية العلمة أوقفت وحدات التدخل السريع التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة أمس 23 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 21 و 42 سنة، على خلفية الحركة الإحتجاجية العارمة التي قامت بها مجموعة من الشبان بقريتي أولاد تومي و الحصحاصية التابعة إداريا لبلدية العلمة الواقعة على مسافة 35 كيلومتر إلى الغرب من عاصمة الولاية ، حيث شنت عناصر الدرك حملة توقيفات و اعتقالات في أوساط المحتجين، سيما و أن غلق الطريق في وجه المصطافين نجمت عنه بعض حالات الإعتداء على أصحاب السيارات، و تحطيم الواجهات الزجاجية للمركبات، مع الدخول في مشادات مع وحدات الدرك الوطني. عملية التوقيف جاءت كرد فعل على موجة الإحتجاجات العارمة التي قام بها المئات من السكان بسبب الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، و كذا التذبذب الكبير المسجل في عملية تزويد المواطنين بمياه الشرب، حيث أن حنفيات البيوت تبقى شبه جافة منذ نحو ثلاثة أشهر، و ظاهرة إنقطاع التيار الكهربائي لا تزال متواصلة ، رغم تحكم وحدات سونلغاز نسبيا في الوضع ، و الإنقطاعات أصبحت تسجل أكثر في أوقات الذروة، و ذلك في الظهيرة و كذا سهرة كل يوم. موجة الإحتجاجات ليوم أمس ببلدية العلمة كانت بدايتها من قرية أولاد تومي، حيث أقدم مئات السكان على قطع الطريق الوطني رقم 84 في شطره الرابط بين بلديتي برحال و عين الباردة، في محوره العابر لإقليم بلدية العلمة ، و ذلك بإستعمال الحجارة والمتاريس ، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية ، الأمر الذي تسبب في شل الحركة في وجه المركبات والسيارات، في ظل إصرار المحتجين على منع السيارات و الحافلات القادمة من ولايات الطارف، قالمة، أم البواقي، تبسة و سوق أهراس على المرور عبر هذا المسلك الذي يعرف حركية كبيرة في فصل الصيف، كونه الطريق الذي يسلكه المصطافون الذين يقصدون شواطئ شطايبي، المرسى ، كاف فطيمة و قرباز. هذا و قد أدى الشلل التام في حركة المرور إلى تطور الأمور، و التي بلغت حد الإعتداء على أصحاب السيارات و المركبات، و حتى تحطيم الواجهات الزجاجية لبعض السيارات،كرد فعل على المناورات التي قام بها بعض أصحاب السيارات لإختراق الحاجز الذي نصبه المحتجون الأمر الذي إستدعى تدخل وحدات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني، و التي قامت بتطويق مكان الإحتجاج،رغم أن مجموعة من المحتجين حاولت الإعتداء على رجال الدرك بالرشق بالحجارة، مع سد الطريق أمام سيارة إسعاف تابعة للحماية المدنية كانت في طريق العودة إلى وحدة عين الباردة. هذه الإحتجاجات و التي كان سببها الرئيسي الماء و الكهرباء، أخذت بعدا آخر، لأن المحتجين إستغلوا الوضع لطرح جملة من الإنشغالات، مطالبين السلطات المحلية لبلدية العلمة بضرورة التدخل لدى الهيئات الوصية من أجل إيجاد حل للمشاكل اليومية التي يطرحها السكان، و في مقدمتها ظاهرة البطالة، و الإصرار على تخصيص حصة من عقود الإدماج المهني للشريحة الشبانية بهذه القرية، و كذا وضعية التهيئة و المحيط الحضري، فضلا عن مشكل الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، و التي تزامنت مع فصل الحر، إضافة إلى التذبذب الكبير المسجل في عملية توزيع الماء الشروب. من جهة أخرى فقد قام المئات من سكان قرية الحصحاصية ظهر أمس بحركة احتجاجية مماثلة، أقدموا من خلالها على غلق الطريق الوطني رقم 84 إحتجاجا على الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، و كذا التذبذب المسجل في عملية توزيع الماء الشروب، لأن حنفيات سكنات قرية الحصحاصية تعرضت لجفاف شبه كلي منذ حالي أسبوع، و ذلك بسبب كسر في القناة التي تربط هذه القرية بالشبكة الرئيسية. إلى ذلك فقد تدخلت فرقة تابعة لوحدات التدخل السريع للمجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة ، و قامت بتفريق المحتجين، في الوقت الذي تنقل فيه ممثلون عن المجلس الشعبي البلدي إلى مكان الإحتجاج على مستوى قريتي الحصحاصية و أولاد تومي، و تفاوضوا مع السكان، مع تقديم توضيحات أكثر بشأن ظاهرة الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حيث كان التأكيد على أن هذه الإنقطاعات ما هي إلا مرحلة ظرفية، ناتجة عن تعرض مولد طاقة لعطب تقني ، و أن مشكلة الماء الشروب سيتم الحسم فيها مع مؤسسة " سياتا " لتوزيع و تطهير المياه بالولاية، فضلا عن كون ممثلي البلدية وعدوا السكان بتكفل البلدية بعملية تزويد البيوت بالماء عن طريق الصهاريج ، الأمر الذي كان كافيا لإقناع المواطنين بوقف الحركة الإحتجاجية، و فتح الطريق في وجه حركة المرور بعد صبيحة ميزها الشلل التام عبر هذا المحور الإستراتيجي، مما أجبر العشرات من أصحاب المركبات ممن كانوا متوجهين إلى الشواطئ على العودة إلى بيوتهم بعد طول إنتظار، خاصة بعد إقدام المحتجين على تكسير الواجهات الزجاجية لبعض السيارات .