عاشت ولاية عنابة يوم أمس، على وقع احتجاجات متفرقة أشعلت فتيلها متاعب التهيئة ومشكل السكن، حيث أقدم غاضبون على شل طرقات محورية وتنظيم اعتصامات لم تخل من اندلاع مشادات بين مواطنين وقوات مكافحة الشغب·خرج أمس المئات، من سكان حي ''أوزاس'' الشعبي في قلب مدينة عنابة، في احتجاجات عارمة منددين بالتهميش، ونقص المرافق الحياتية، وانسداد قنوات الحوار بين المواطن والمسؤولين وصلت حدود المطالبة بمحاسبة الشركة الجزائرية الألمانية لتوزيع وتطهير المياه ''سياتا'' على آدائها الكارثي، بسبب كثرة التسربات المائية بنوعيها، مما أدى إلى اختلاط المياه القذرة بالصالحة للشرب، الأمر الذي أصبح يهدد بحدوث كارثة صحية في وسط سكان الحي الشعبي· المحتجون سارعوا إلى الخروج للشارع منذ الصباح الباكر، وتجمع العشرات من السكان عند مدخل الحي قبل أن تمتد موجة الغضب لقطع الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين عنابة وقسنطينة لمطالبة السلطات المحلية بالتدخل لوضع حدّ للنقائص التنموية التي يتخبّطون فيها، من انعدام قنوات الصرف الصحي، واهتراء الطرقات التي تحتاج إلى إعادة تعبيدها لتتحول لاحقا إلى احتجاج عارم، عقب التحاق مئات الشباب البطالين، الذين ردّدوا شعارات تندد ب''الحفرة''، وغياب فرص العمل، وقطعوا الطريق الرئيسي بالحجارة والمتاريس، مانعين السيارات والحافلات العاملة عبر هذا الخط من العبور، وقد سارعت قوات مكافحة الشغب للتدخل بكثافة لتهدئة الوضع وترتيب جلسة محادثات بين ممثلي المحتجين والسلطات·وبالوازاة اقتحم أمس المئات من أرباب العائلات القاطنة بالسكنات الهشة رفقة أطفالهم مقر دائرة عنابة تنديدا بتأخر توزيع حصة 1960مسكنا اجتماعيا إيجاريا جاهزا منذ ثلاثة أشهر وعبر المحتجون عن استيائهم لتدهور الظروف الاجتماعية القاسية التي يعيشونها في بنايات تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة·وطالب أرباب الأسر المتظاهرون الذين يقطنون سكنات آيلة للانهيار بضاحية ''البلاص دارم'' بالمدينة القديمة، أو في بيوت قصديرية بالمنطقة الفوضوية لسيدي حرب،ئ بضرورة التدخل الفوري ولمسؤول الجهاز التنفيذي، من أجل اتخاذ إجراءات من شأنها أن تجبر مصالح الدائرة على الإفراج عن قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية ذات الطابع الإيجاري· وفي تطور خطير لسيرورة الاحتجاج رمى بعض المحتجين بأنفسهم في الطريق المحاذي للبوابة الرئيسية لمقر الدائرة الذي يشهد حركة مرورية، محملين مسؤولي هذه الهيئة الإدارية العواقب المترتبة على رفض التفاوض مع ممثلين عن المحتجين، لأن مطلبهم الوحيد ينحصر في التعجيل بالإفراج عن قائمة المستفيدين من حصة 1960 وحدة سكنية ذات طابع اجتماعي إيجاري أنجزت بضواحي بلديتي عنابة وسيرايدي، هذا قبل أن تتدخل قوات الأمن على جناح السرعة، لتعلن حالة طوارئ من أجل التحكم في الوضع، سيما أن بعض المحتجين اقتحموا البوابة الرئيسية لمقر الدائرة بالقوة قبل إخراجهم بالقوة أيضا من طرف عناصر الشرطة لتندلع مواجهات بين الطرفين أدت إلى إصابة بعض المحتجين بجروح طفيفة·وفي سياق متصل قررت السلطات الولائية بعنابة اتخاذ جملة من الإجراءات الاستثنائية تقضي بتعزيز تواجد قوات الأمن على مستوى التجمعات السكنية التي تنتظر التوزيع في أقرب الآجال، وهذا من أجل تضييق الخناق على العشرات من أرباب العائلات والذين بادروا إلى اقتحام شقق شاغرة، على خلفية الإنهيارات الأرضية التي سجلت نهاية الأسبوع بضاحية سيدي حرب· كما أن 49 وحدة سكنية اجتماعية تم احتلالها منذ أسبوعين ببلدية برحال من طرف عائلات، لكنها سرعان ما لجأت إلى إخلاء السكنات المقتحمة بعد تدخل السلطات المحلية، وتلقي الضمانات الكافية من رئيس الدائرة، من دون تدخل القوة العمومية·