بعد الفيضانات التي اجتاحت المنطقة بدأت الحياة تأخذ مجراها الطبيعي بمنطقة جانت 420 كلم جنوب إيليزي، عقب الفيضانات التي اجتاحتها في الآونة الأخيرة، إثر موجة الأمطار الغزيرة، التي تهاطلت الأسبوع المنقضي، والتي لم تخلف لحسن الحظ ضحايا بشرية. وضربت هذه الفيضانات المنطقة ولم تكن استثنائية بالنظر إلى كونها منطقة انتشار أودية، غير أنها لم تلحق أضرارا بالقطاعات الحيوية، بل خلفت خسائر مادية بشبكات الطرقات والتطهير، إلى جانب تسرب المياه إلى بعض السكنات. وأطلقت عمليات إستعجالية، لإجلاء الأشخاص الذين حاصرتهم المياه بالمناطق المعزولة وامتصاص المياه التي غمرت بعض البنايات وعرقلت حركة المرور، ولتصليح أعمدة الكهرباء وشبكات التطهير المتضررة. كما أوضحت مصالح الولاية أنه تم اتخاذ تدابير في إطار المخططات البلدية للتنمية وصندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية، بغرض التكفل بالخسائر. وجرت امتحانات نهاية التعليم الإبتدائي والمتوسط بشكل عادي، وتم ضمان النقل نحو مراكز الإجراء للتلاميذ القاطنين بالمناطق النائية. ونصبت خلية أزمة بولاية إيليزي ولجان متابعة على مستوى البلديات المتضررة، ووقع والي الولاية، عيسى بولحية، يوم الأحد، على سلسلة من القرارات الرامية إلى إعادة الاعتبار للأطراف المتضررة، والتي تعود إلى قطاعات متعددة (شبكات التطهير ومياه الشرب وحواجز حماية مدينة جانت من الفيضانات، ومقاطع طرقات). كما نصبت أيضا لجنة يترأسها مدير المصالح الفلاحية، لإحصاء الخسائر المسجلة بقطاع الفلاحة (محاصيل وثروة حيوانية)، وآبار وشبكة السقي الفلاحي بمنطقتي جانت وبرج الحواس، ورفع تقرير مفصل إلى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري للتكفل بها. للإشارة فقد تنقل وفد ولائي، قاده الأمين العام لولاية إيليزي، إلى جانت، وعقد أمس لقاء مع المجتمع المدني، لرصد انشغالاتهم ووضعهم في الصورة، بخصوص الإجراءات المتخذة من قبل السلطات العمومية للتكفل بمخلفات تلك الفيضانات.