يشتكي مواطنو مدينة قسنطينة من الازدحام في حركة المرور التي أصبحت لا تطاق بعدما صاروا عاجزين عن التنقل بسهولة وسط المدينة، نظرا لكثرة المشاريع التي سجلت تأخرا في إنجازها وتماطل الشركات الأجنبية المكلفة بها، في ظل تساهل السلطات معها بأعذار من قبيل اصطدامها بعقبات كثيرة. بقدرة قادر تحولت عاصمة الجسور المعلقة إلى ورشة مفتوحة لها أول وليس لها آخر، ما تسبب في خلق حالة من الاختناق لدى مواطنيها الذين لا يفهمون أسرار احتباس عديد المشاريع على غرار: الجسر العملاق، الترامواي ونفق سيدي مبروك. الترامواي: مدة إنجازه أطول من سكته القصيرة بعدما صُنّف الترامواي في البداية كوسيلة نقل جديدة تضاف إلى قطاع النقل في مدينة قسنطينة بعد التليفيريك، أضحى المشروع مصدر وجع رأس، مع بقاء المشروع عالقا، علما أنّ سكة الترامواي التي تربط بين محطة ملعب عبد المالك ومحطة عين الباي ستمكن سكان مدينة قسنطينة وخاصة طلاب جامعة متنوري من التنقل من وسط المدينة إلى الحرم الجامعي دون التعرض إلى زحمة السير. هذا المشروع الذي شرع في إنجازه في السداسي الثاني من سنة 2008، واجه الكثير من العراقيل، على رأسها تراكم كميات كبيرة من المياه الجوفية في مناطق إنشاء سكة الترامواي، وهو ما أخلط حسابات شركات ايطالية وأخرى صينية. الجسر العملاق.. حلقة إضافية في سلسلة الجسور المعلقة بالمدينة يعتبر الجسر العملاق من أهم المشاريع لأنه سيلعب الدور نفسه الذي سيلعبه الطريق السيار شرق غرب، وسيربط الجسر حي الفج ومحطة المحكمة بالزيادية، وخلافا للترامواي، فإنّ إتمام الجسر لم يواجه عقبات كثيرة، إلاّ فيما يخص مشكل العمال الذي اصطنعته الشركة المكلفة بالمشروع، حين قامت باستبدال العمال الجزائريين وإحضار غيرهم من الهند بدعوى عدم كفاءتهم وقدرتهم على إتمام المشروع. نفق سيدي مبروك هو نفق حديث الولادة من بين جميع المشاريع التي تعرفها المدينة، حيث شرع في انجازه في شهر جوان الفارط، وقام والي قسنطينة بإعطاء مدة زمنية محددة للشركة لإتمام المشروع تربو عن الأربعة أشهر. كل هذه المشاريع تمّ انجازها في وقت لم تكن هده الطريقة في صالح المواطن الذي لم يعد باستطاعته التنقل في المدينة التي عرفت شللا في معظم الطرقات الرئيسية، فهل بإتمام هده المشاريع سيلاحظ السكان فرقا في النقل الحضري أم لا؟