أفسدت ندرة المواد الواسعة الاستهلاك والغياب التام للخدمات العمومية، فرحة الجزائريين بعيد الفطر، إذ شهدت ال48 ساعة المنقضية تسللا على طول الخط، برز عبر النقص الحاد في الخبز والحليب والدواء فضلا عن الخضر والفواكه، فضلا عن الحافلات، على نحو جعل المواطنين في قمة الاستياء من تحوّل المناسبة إلى كابوس احتبسوا فيه بشكل شبه كامل. خلافا لمناشدات اتحاد التجار وتحدث مصالح بن بادة عن ضمان الخدمة العمومية للمواطنين، لم يختلف عيد الفطر لهذا العام عما عايشه الجزائريون في أعياد ومناسبات سابقة، إذ أوصدت أغلبية مخابز العاصمة أبوابها فضلا عن مناطق عديدة، رغم الطلب المتزايد على هذه المادة الأساسية، وهو وضع شاذ دفع الكثير من المواطنين إلى قطع مسافات طويلة في مسعى يائس للظفر برغيف خبز. وبدا واضحا أنّ الخبازين لم يبالوا بخصوصية العيد وحاجات المستهلكين، وفضلوا قضاء العيد مع ذويهم، مع أنّ القانون واضح في هذا الشأن ويلزم الخبازين على العمل بالمناوبة يومي العديد، خاصة بعدما تم تعويضهم على الخسائر التي لحقت بهم نتيجة الانقطاعات المتكررة للكهرباء. من جهتها، شهدت مختلف المخابز والبقالات بولاية البليدة حركية غير عادية تزامنا مع عيد الفطر، مع نفاذ الخبز والحليب في أزمة رآها المستهلكون «مفتعلة» من لدن الخبازين ومسؤولي مصانع الحليب، بما جعل المواطنين يدفعون فاتورة اللامبالاة والتسيب والإهمال. ورفع سماسرة الخبز سعر الخبزة الواحدة إلى 15 دينارا في السوق السوداء مستغلين الندرة، بينما أقدم آخرون على بيع الكيس الواحد من الحليب المبستر لقاء 30 دينارا. إلى ذلك، لم يتمكن المواطنون من التنقل عاديا في يومي العيد بسبب غياب الحافلات في المحطات، ولم تشهد محطة عيسات ايدير على سبيل المثال لا الحصر - دخول أي حافلة سوى واحدة توجهت إلى بلدية بوزريعة، في حين عرفت معظم الخطوط شللا أغضب مسافرين قضوا أوقاتا طويلة في الانتظار على مستوى محطتي القبة، سعيد حمدين وغيرهما، وحصل كل هذا رغم تعليمة رسمية فرضت على أصحاب الحافلات العمل بالمناوبة لتوفير خدمة النقل للمسافرين في هذه المناسبة العظيمة.