يشهد المستشفى الجامعي سعادنة عبد النور لمدينة سطيف، في الآونة الأخيرة نزيفا حادا في هيئة التأطير الطبي، حيث غادره في ظرف قصير أزيد من 20 طبيبا أخصائيا في مختلف التخصصات الطبية، الأمر الذي انعكس سلبا على نوعية الخدمات الطبية المقدمة للمرضى. كانت وجهة هذا العدد المعتبر من الأطباء الأخصائيين العيادات الطبية الخاصة المنتشرة عبر أحياء عاصمة الولاية، التي يعمل أصحابها على توفير ظروف عمل أفضل وأجور تسيل اللعاب مما استهوى هؤلاء الأطباء الذين سارعوا لقطع الصلة مع هذه المؤسسة الاستشفائية العمومية التي لازالت تشكو من عدة عوائق حالت دون القيام بمهامها كاملة. مصدر طبي كشف في هذا الخصوص بان ما يتقاضاه الطبيب الأخصائي داخل العيادات الطبية الخاصة يساوي حوالي ضعفي ما يتقاضاه بالمؤسسات العمومية، بالإضافة لمزايا أخرى مثل النقل والإطعام مع إمكانية الاستفادة من تربصات خارج الوطن. نفس المصدر أضاف بأنه وفي حالة استمرار الوضع المتردي داخل مستشفى عاصمة الولاية، فإنه ليس من المستبعد أن يغادره عدد آخر من الأطباء الأخصائيين نحو العيادات الخاصة التي تسعى جاهدة لاستقطاب هذه الشريحة من الأطباء نظرا لخبرتها الواسعة في مجال تخصصها. مصدرنا أوضح في هذا الصدد بأن القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة لسلك الأطباء الأخصائيين، وفضلا عن الجوانب المادية وحتى المعنوية، هي مشكلة السكنات الوظيفية التي يشغلها هؤلاء الأطباء منذ أزيد من عشرية كاملة والتي لم يتم تسوية وضعيتها بعد، حيث تطالب هذه الشريحة من الأطباء بالتنازل عنها لفائدتهم الأمر الذي ترفضه إدارة المستشفى جملة وتفصيلا . وحسب أحد الأطباء المعنيين بالعملية فإن الأطباء الشاغلين لهذه السكنات كانوا قد تلقوا في وقت سابق وعدا من السلطات الولائية بالتنازل عن هذه السكنات الوظيفية لصالحهم شريطة البقاء داخل مصالح المستشفى، وهو الأمر الذي لم يحدث مما دفع بالعديد من هؤلاء الأطباء لمغادرة المؤسسة كما سبق ذكره. وممّا تجدر الإشارة إليه أن المركز الإستشفائي الجامعي لمدينة سطيف يعدّ من أكبر وأهم المؤسسات الإستشفائية بالوطن حيث يتسع لنحو 1200 سرير. ويؤطره زهاء 800 طبيب أخصائي وعام، إلى جانب العشرات من الأعوان شبه الطبيين ويقدم خدماته لأكثر من ست ولايات مجاورة .