اشتكى المرضى الذين تضطرهم ظروفهم الصحية لإجراء العمليات الجراحية داخل العيادات الطبية الخاصة المنتشرة عبر أحياء مدينة سطيف، من ارتفاع التسعيرة المطلوبة داخل هذه العيادات والتي تفوق في العادة إمكانياتهم المادية، لاسيما أصحاب المداخيل المحدودة وكذا فئة المتقاعدين. استنادا لتصريحات العديد من المرضى الذين إلتقتهم «السلام»، فإن أصحاب هذه العيادات كثيرا ما يفرضون تسعيرة مبالغ فيها كثيرا، فعلى سبيل المثال فإن عملية جراحية بسيطة على المسالك البولية لا تقل تكلفتها عن ثمانية ملايين سنتيم، فيما تصل بالنسبة لعملية جراحية على الجهاز الهضمي إلى أزيد من 14 مليون سنتيم، أما فيما يتعلق بحالات الاستشفاء أي الإقامة داخل هذه العيادات فإن الليلة الواحدة تكلف صاحبها نحو خمسة آلاف دج تدفع مسبقا، بالرغم من أن ظروف الإقامة لا تكون مريحة بالدرجة المطلوبة في العديد من العيادات، خاصة تلك التي تعرف إقبالا متزايدا للمرضى والمصابين في مختلف الحوادث. الملاحظة نفسها تسري على عيادات جراحة العيون التي تفرض بدورها تسعيرة مرتفعة، حيث أن عملية بسيطة لنزع الماء الأبيض مثلا لا تقل تكلفتها عن أربعة ملايين سنتيم، رغم أن مثل هذه العمليات لا تتطلب تقنيات كبيرة ولا تستغرق مدتها في معظم الحالات سوى حوالي 45 دقيقة. وطالب المرضى في هذا الشأن بضرورة تدخل المصالح المعنية وعلى رأسها مديرية الصحة وإصلاح المستشفيات لوضع حد لهذا النوع من الإبتزاز، حسب تعبير أحدهم من خلال تحديد وترسيم تسعيرة يلتزم الجميع بتطبيقها مع ضمان الإقامة المريحة وضبط نسبة التعويض على مستوى مصالح الضمان الاجتماعي. ومما يشار إليه أن مدينة سطيف تضم حاليا نحو 15 عيادة طبية خاصة بالجراحة العامة وجراحة العيون تستقطب إليها أعداد متزايدة من المرضى من داخل وخارج الولاية، يؤطرها عشرات الأطباء الأخصائيين والأعوان شبه طبيين. ويلاحظ في هذا الصدد أن معظم هؤلاء الأطباء قد سبق لهم العمل ولسنوات عديدة داخل المركز الاستشفائي الجامعي لعاصمة الولاية، غير أن ظروف العمل به كما صرح بعضهم وخاصة ما تعلق منها بالجانب المادي أجبرتهم على التوافد على هذه العيادات، مما عرض ذات المؤسسة الاستشفائية إلى نزيف حاد فيما يخص التأطير الطبي الأخصائي. واستنادا للمعطيات المتوفرة فإن نحو 30 طبيبا أخصائيا في مختلف التخصصات تكون قد شملتهم العملية في الآونة الأخيرة، حيث فضلوا العمل داخل العيادات والمصحات الخاصة للأسباب السالفة الذكر.