يقصد المرضى قاعة الإستعجالات وهم بأمس الحاجة إلى من يتكفل بهم من الأطباء، لكن أغلب من يزور تلك القاعة تطول فترة انتظاره في ظل غياب أو رفض أصحاب البدلة البيضاء القيام برعايتهم. تعتبر قاعة الإستعجالات ملجأ للحالات المرضية المستعجلة، إلا أن الواقع المرير في بعض المستشفيات يدل على تحول هذا المكان إلى ساحة لإنتظار المرضى وحاجزا أسود يقف عائقا أمام شفائهم بالرغم من أن حالتهم تتطلب تكفلا سريعا لإنقاذهم من شبح الموت، إلا أن بعض الأطباء يتخلون عن أخلاقياتهم في التكفل الطبي الجيد بالمرضى ولايضعون أية أهمية لوضعيتهم الحرجة، لكن ماهو مشين أن الأمر لم يصل إلى إهمالهم فقط بل أن أسر المرضى باتوا يتلقون معاملة سيئة عند محاولتهم طلب المساعدة من الممرضين أو الأطباء المتواجدين بالمكان لرعاية أقاربهم، وهو ما يجعلهم يتوسلون إليهم ليتكفلوا بحالة أقاربهم المرضى بالرغم من أن واجبهم الإنساني يتطلب خدمتهم، لكن ما يزيد الطين بلة أن نقص خبرة بعض الأطباء بالمستشفيات العامة أدى إلى دخول المرضى في دوامة الإصابة بإعاقة أو مضاعفات خطيرة تصل إلى وفاتهم، هذا مادفع بجريدة “السلام” للقيام بجولة استطلاعية في ساعة متأخرة من الليل لنقل معاناة المرضى قاعة الإستعجالات باستعجالات بعض المستشفيات، فبمجرد دخولنا الى مستشفى ماي في حدود الساعة الحادية عشر ليلا لاحظنا تواجد ازدحام لعدد لايعلى عليه من المرضى المتواجدين بالمكان، وهم بصدد إنتظار من يتكفل بحالتهم من الأطباء فكان قاسمهم المشترك تعالي أهات الألم لكنهم لم يجدوا أذانا صاغية تخلصهم من أوجاع المرض، ولعل ما لفت إنتباهنا سوء معاملة الممرض لاحدى الأمهات بعد أن فقدت صبر الإنتظار لساعات طويلة وقلبها يتمزق حزنا على حالة طفلها الذي لا يتجاوزسنه ال12سنة خاصة بعد فقدانه لكمية كبيرة من الدم الذي ينزف من جروحه، وقد أكدت لنا أن سقوطه من نافذة بيتها أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، كما أضافت أنها لم تلق إستجابة من المستشفى عند إتصالها لطلب سيارة الإسعاف، وهو ما جعلها تستنجد بجارها، وحسب قولها فإن إبنها نقل في شاحنته عوض أن يتلقى الرعاية الطبية في الإسعاف. مشاهد أخرى يستغرب لها العقل لشباب وأطفال وصلوا الى تلك القاعة بحالات مستعجلة وبالرغم من أنهم تعرضوا لحوادث مرور أو شجارات تسببت لهم بجروح خطيرة تتطلب تكفلا طبيا سريعا إلا أن أقاربهم خيروا من قبل الممرضين بين الإنتظار أو الذهاب الى عيادات خاصة تتطلب منهم دفع مبلغ كبير من المال، وهو ما أكده لنا جل من تحدثنا إليهم من أقارب المرضى المتواجدين في المكان. في حين لاحظنا بقاعة الإستعجالات حادثة أخرى وقعت لشاب نقل الى نفس المستشفى بعدما تلقى عدة طعنات إثر شجار لكنه لم يجد من يوقف النزيف الحاد بالرغم من توسلات والدته لأحدى الممرضات بالبحث عن طبيب يتكفل بحالته إلا أن محاولاتها باءت بالفشل ولسوء حظها فإن فلذة كبدها لفظ أنفاسه الأخيرة بتلك القاعة، وقد تعالى صراخها على فقدانه لكن المسؤولين لم يضعوا أي إعتبار لوضعيتها، بل أنهم طردوها من المكان بعدما أرجعت اللوم عليهم في وفاة إبنها بعدما طال إنتظارها. غيرنا وجهتنا الى مستشفى مصطفى باشا، ولم يختلف المشهد عن مايو فرأينا أن قاعة الاستعجالات تعج بالمرضى وقد إضطر بعضهم الى النوم أرضا في ظل نقص الآسرة، وكانت حجة الممرضين عدم وجود غرف شاغرة للتكفل الطبي بهم وما زاد من الطين بلة إنعدام النظافة بهذا المكان وتسلل القطط إلى تلك القاعة بالرغم من ضرورة تعقيمها. زيارة أخرى قادتنا ليلا إلى مستشفى بني مسوس، وكان المشهد لا يختلف عن المستشفيات الأخرى، ولعل من بين ما تفاجأنا به هو رفض مسؤولي غرفة إستعجالات قسم الولادة التكفل ببعض الحوامل وقد تعالى صراخهن من شدة ألمهن بالرغم من وضعيتهن الحرجة التي تتطلب تكفلا طبيا سريعا، حيث أكد لنا أحد الأزواج أن إحدى القابلات أخبرته بنقل زوجته إلى عيادة خاصة بالرغم من أنها على وشك الولادة، كما يضيف أنها لم تراع عدم قدرته على دفع المبلغ الكبير المطلوب بالعيادة الخاصة. في حين تأكدنا من إهمال المسؤولين بهذا المستشفى بعد ملاحظتنا لأحد المشاهد الغريبة وقد إضطرت احدى الحوامل إلى الولادة بشكل طبيعي دون أن تجد من يتكفل بها طبيا في ساعات متأخرة من الليل بالرغم من مناداتها للقابلات اللواتي لم يكترثن لوضعيتها بل كانوا مستغرقات في نومهن. أطفال على لائحة الانتظار في بئر طرارية وجوه البراءة لم تسلم كذلك من التصرفات اللاأخلاقية للأطباء، وهو ما تأكدنا منه عند زيارتنا لقسم الأطفال بمستشفى بئر طرارية، وقد شاهدنا إزدحاما كبيرا في المكان، ومن ضمن المشاهد التي تثير الشفقة بالقاعة ملامح حزن أباء وأمهات يحملون أطفالهم وهم يحاولون تخفيف الألم عنهم، حيث أكدت لنا احدى الأمهات أن طفلها الذي لم يتجاوز سبع سنوات أصيب بحمى مرتفعة بعد إصابته بمرض صدري لكن حسب قولها فإنه لم يلق الرعاية وقد رفضت الممرضة السماح لها بالدخول بالرغم من وضعيته المرضية المستعجلة، كما تضيف أنها أساءت معاملتها مرجعة عدم معاينة إبنها إلى غياب الطبيب المختص بمرض إبنها. في حين أكد لنا أحد الأباء أنه فقد طفله الذي لايتجاوز ال7سنوات بعدما رفض أحد الأطباء بقسم بئر طرارية التكفل بحالته المستعجلة، مضيفا أن إبنه قد فارق الحياة في رحلة بحثه التي دامت لساعات طويلة في ساعة متأخرة من الليل عن مستشفى أخر ليتكفل بعلاجه من مرضه وحسب قوله أنه لم يحتمل أوجاع المرض لفترة طويلة وقد أرجع سبب وفاة فلذة كبده إلى إهمال حالة إبنه المستعجلة بالمستشفى. تأجيل العمليات المستعجلة إلى تاريخ بعيد نهاية جولتنا قادتنا لمستشفى القبة بساعات متأخرة من الليل في حدود الساعة العاشرة مساءا، وكانت طوابير المرضى في قاعة الإستعجالات وغياب الأطباء السبب الرئيسي في حدوث شجارات بين أقارب الحالات المستعجلة والممرضين، وقد أخبرتنا احدى الأمهات بعد خروجها من باب الطبيب المعاين أن الطبيب فشل في تشخيص مرض إبنها وقد رفض التكفل به طبيا بالرغم من وضعيته التي تتطلب علاجا سريعا، وقد أخبرها أن تنقله إلى عيادة خاصة وحسب قولها فإنهم لم يراعوا حالتها المادية الصعبة بل أن همهم الوحيد طرد المرضى من القاعة ولو كان الثمن هو فقدانهم لحياتهم. إهمال فادح لبعض محدودي الدخل الذين يتزاحمون بغرفة الاستعجالات بالمستشفى ذاتها لعل أحد الأطباء يضع ذرة إهتمام لوضعيتهم الحرجة وهم يأملون أن يحالفهم الحظ بموعد قريب لإجراء أقاربهم عمليات مستعجلة، إلا أن محاولة البعض قد باءت بالفشل خاصة أن احدى الممرضات قد خيرتهم بين القبول بالتاريخ البعيد الذي برمجته لهم أو البحث عن عيادة خاصة تبرمج لهم عملية مستعجلة لا تتوافق مع وضعيتهم المادية الصعبة هذا ما أكده لنا جل من تحدثنا إليهم من أقارب المرضى، في حين أرجع بعض من تحدثنا إليهم وفاة أقاربهم إلى تأجيل المستشفى لعملياتهم الى تاريخ بعيد أدى لتدهور حالتهم المرضية إلى الأسوء ففارقوا الحياة. ضحايا وأسر يكشفون عن حوادث قاتلة تسببت قلة خبرة الأطباء ببعض المستشفيات في إصابة البعض بإعاقات أو بتر لأحد أعضاء مرضى كان أملهم أن يخرجوا من تلك القاعة بصحة جيدة لكن بعضهم دفع ثمنا غاليا، بعد خروجهم جثة من قاعة الاستعجالات ولعل من بين القصص الواقعية التي سمعناه من أقارب الضحايا قصة الطفلة منيرة التي أصيبت بإعاقة حركية بسبب سوء تشخيص حالتها من قبل أحد الأطباء بمستشفى مصطفى باشا، وحسب ما كشفت عنه السيدة عزام فريدة، فإن ابنتها أصيبت بإرتفاع في درجة حرارتها لكن الطبيب أكد أنها مصابة بمرض رئوي بالرغم من أن التحاليل التي أجريت لها أثبتت أنها بصحة جيدة وقد أضافت المتحدثة ذاتها أن حقنة الفاليوم التي أعطاها الطبيب لإبنتها سببت لها مضاعفات خطيرة تطورت الى إعاقة حركية وتوقف بنموها. معاناة أخرى لعائلة عيساوي، بدأت عند دخول أحد أقاربها إلى قاعة الإستعجالات لإجراء عملية جراحية للمرارة ببني مسوس فخرج منها جثة هامدة، حيث أكدت السيدة مليكة أنها فقدت إبنها الوحيد بسبب قلة خبرة الأطباء بالمستشفى كما تضيف أن الطبيب الشرعي أثبت أن سبب وفاته هو إعطاءه جرعة زائدة من التخدير أدت الى توقف قلبه. واقعة مأساوية حدثت بمستشفى مايو هي لشابة في مقتبل العمر فارقت الحياة ولم يتعدى سنها 27 سنة بعدما أصيبت بإلتهاب حاد بزائدتها الدودية فوصلت بحالتها الحرجة الى قاعة الإستعجالات لكن قلة خبرة الأطباء أقنعتها بعدم حاجتها لإجراء عملية وأن الأعراض التي تعاني منها خاصة بالقولون هذا ما كشفت عنه والدتها خلال حديثها معنا، كما أضافت أن رفض الأطباء إجراء عملية جراحية مستعجلة زادت من حدة مرضها كما تضيف أن الدواء الذي أعطاه لها الطبيب والخاص بالقولون تسبب لها بمضاعفات خطيرة زادت من ألامها وفي نهاية حديثها أرجعت المتحدثة ذاتها سبب وفاة إبنتها إلى رفض الأطباء التكفل بإجراء عملية مستعجلة لإبنتها. حادثة أخرى وقعت بالضبط بقاعة الإستعجالات لمستشفى مصطفى باشا وكانت ضحيتها زوجة نقلت على وجه السرعة من قبل عائلتها إلى هذا المكان بعد شعورها بإغماء وظهور انتفاخ بقدميها وبعد أن عجز الأطباء في تشخيص مرضها كانت أسهل طريقة هو بتر أحد قدميها هذا ما كشفت عنه فتيحة خلال حديثها معنا كما أضافت أنها لم تتقبل فكرة فقدانها لأحد قدميها وعجزها عن المشي مرة أخرى فلم تصدق ما أخبره الأطباء لأسرتها بأن إصابتها بمرض السكري كان سببا في بتر قدميها خاصة أن التحاليل التي أجريت لها اثبتت أنها لم تكن مصابة بهذا المرض كما أنها تأكدت من الأمر بعدما قصدت أحد العيادات الخاصة وقد أخبرها الطبيب أن سبب إنتفاخ قدميها هو إلتهاب المفاصل وكان علاجه لا يتطلب بتر القدم. وحسب قولها فإن الصدمة كانت قوية عليهم ومازاد من حزنها أن الأطباء المتسببين في إعاقتها لم ينالوا عقابهم. ليندة هي الأخرى طفلة لايتعدى سنها ال10سنوات كانت إصابتها بفيروس الكبد هو إنعدام نظافة أدوات الجراحة المستعملة بغرفة الإستعجالات، وقد أرادت السيدة مليكة استرجاع ذكريات فقدانها لطفلتها الوحيدة وملامح الحزن بادية على وجهها، حيث أكدت أن حالة إبنتها الصحية كانت جيدة قبل إجراء العملية لكنها سرعان ما بدأت في التدهور بعد عملية إستئصال الحنجرة التي أجريت حسب قولها في مستشفى دويرة. حوادث أخرى إرتكبت بقاعة العمليات المستعجلة سببها إهمال بعض الأطباء كان ضحيتها مرضى لم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم أرادوا الشفاء من مرضهم فخرجوا منها وهم فاقدين لأحد أعضائهم بأخطاء طبية فادحة، ومن بين الضحايا فاطمة التي تحكي بمرارة عن قصة خروجها من قاعة العمليات وهي فاقدة لثديها الأيمن، حيث أكدت خلال حديثها معنا أن إصابتها بسرطان الثدي تطلبت منها استئصال ثديها الأيسر لكن إهمال الأطباء جعلهم يرتكبون خطأ فقاموا بإستئصال عضوها الأيمن وتركوا الجزء المصاب بالسرطان. خطأ أخر حدث لطفل لم يتجاوز ال11سنة بعد إجراء عملية مستعجلة له بأحد المستشفيات فخرج منها وهو فاقد لعضوه الذكري، وهو ما كشف عنه والده السيد روابحي خلال حديثه معناكما كشف لنا أن ليلة ختانه تحولت إلى مأساة وجو من الحزن . نقص الخبرة من أسباب الإهمال أسباب مختلفة كانت وراء انتشار الإهمال في بعض المستشفيات، أخبرنا عنها السيد سعيدان طبيب بقسم الإستعجالات وعضو بنقابة الأطباء، حيث أكد خلال حديثه أن نقص خبرة بعض الأطباء والتعب الناجم عن ضغط العمل لساعات طويلة عند إجراء العمليات المستعجلة يدفع بطبيب الجراحة إلى ترك ماتبقى من العملية إلى أطباء غير مؤهلين من المتربصين لإجراء عمليات معقدة وهو ما يفوق قدرتهم هذا ما يجعلهم يرتكبون أخطاء فادحة، كما أن هجرة الأطباء ذوي الخبرة العالية في العمليات الجراحية إلى الخارج أدى الى وجود نقص للأطباء المؤهلين للحالات المرضية المستعجلة، وهو ما يجعلهم لايشخصون الأمراض بشكل جيد بالرغم من أنها تتطلب تكفلا طبيا أو إجراء عملية مستعجلة، وحسب قوله فإن ترك المسؤولية إلى أطباء لا يمتلكون خبرة كافية في مجال الجراحة أدى إلى زيادة نسبة الأخطاء الطبية، كما أشار المتحدث ذاته أن تكليف مهمة تعقيم الأدوات الجراحية للمرضين يزيد من انتشار الفيروسات، وعن وفاة بعض المرضى بالجرع الزائدة للتخدير فيقول الدكتور أن تكليف بعض شبه الطبيين غير المكونين بشكل جيد في مجال التخدير يدفعهم إلى إعطاء كمية زائدة من المخدر قبل إجراء العملية، وهو ما يتسبب في هبوط حاد في الدورة الدموية ينتهي بتوقف القلب والوفاة. تأجيل العمليات المستعجلة إلى تاريخ بعيد نهاية جولتنا قادتنا لمستشفى القبة بساعات متأخرة من الليل في حدود الساعة العاشرة مساءا، وكانت طوابير المرضى في قاعة الإستعجالات وغياب الأطباء السبب الرئيسي في حدوث شجارات بين أقارب الحالات المستعجلة والممرضين، وقد أخبرتنا احدى الأمهات بعد خروجها من باب الطبيب المعاين أن الطبيب فشل في تشخيص مرض إبنها وقد رفض التكفل به طبيا بالرغم من وضعيته التي تتطلب علاجا سريعا، وقد أخبرها أن تنقله إلى عيادة خاصة وحسب قولها فإنهم لم يراعوا حالتها المادية الصعبة بل أن همهم الوحيد طرد المرضى من القاعة ولو كان الثمن هو فقدانهم لحياتهم. إهمال فادح لبعض محدودي الدخل الذين يتزاحمون بغرفة الاستعجالات بالمستشفى ذاتها لعل أحد الأطباء يضع ذرة إهتمام لوضعيتهم الحرجة وهم يأملون أن يحالفهم الحظ بموعد قريب لإجراء أقاربهم عمليات مستعجلة، إلا أن محاولة البعض قد باءت بالفشل خاصة أن احدى الممرضات قد خيرتهم بين القبول بالتاريخ البعيد الذي برمجته لهم أو البحث عن عيادة خاصة تبرمج لهم عملية مستعجلة لا تتوافق مع وضعيتهم المادية الصعبة هذا ما أكده لنا جل من تحدثنا إليهم من أقارب المرضى، في حين أرجع بعض من تحدثنا إليهم وفاة أقاربهم إلى تأجيل المستشفى لعملياتهم الى تاريخ بعيد أدى لتدهور حالتهم المرضية إلى الأسوء ففارقوا الحياة. ضحايا وأسر يكشفون عن حوادث قاتلة تسببت قلة خبرة الأطباء ببعض المستشفيات في إصابة البعض بإعاقات أو بتر لأحد أعضاء مرضى كان أملهم أن يخرجوا من تلك القاعة بصحة جيدة لكن بعضهم دفع ثمنا غاليا، بعد خروجهم جثة من قاعة الاستعجالات ولعل من بين القصص الواقعية التي سمعناه من أقارب الضحايا قصة الطفلة منيرة التي أصيبت بإعاقة حركية بسبب سوء تشخيص حالتها من قبل أحد الأطباء بمستشفى مصطفى باشا، وحسب ما كشفت عنه السيدة عزام فريدة، فإن ابنتها أصيبت بإرتفاع في درجة حرارتها لكن الطبيب أكد أنها مصابة بمرض رئوي بالرغم من أن التحاليل التي أجريت لها أثبتت أنها بصحة جيدة وقد أضافت المتحدثة ذاتها أن حقنة الفاليوم التي أعطاها الطبيب لإبنتها سببت لها مضاعفات خطيرة تطورت الى إعاقة حركية وتوقف بنموها. معاناة أخرى لعائلة عيساوي، بدأت عند دخول أحد أقاربها إلى قاعة الإستعجالات لإجراء عملية جراحية للمرارة ببني مسوس فخرج منها جثة هامدة، حيث أكدت السيدة مليكة أنها فقدت إبنها الوحيد بسبب قلة خبرة الأطباء بالمستشفى كما تضيف أن الطبيب الشرعي أثبت أن سبب وفاته هو إعطاءه جرعة زائدة من التخدير أدت الى توقف قلبه. واقعة مأساوية حدثت بمستشفى مايو هي لشابة في مقتبل العمر فارقت الحياة ولم يتعدى سنها 27 سنة بعدما أصيبت بإلتهاب حاد بزائدتها الدودية فوصلت بحالتها الحرجة الى قاعة الإستعجالات لكن قلة خبرة الأطباء أقنعتها بعدم حاجتها لإجراء عملية وأن الأعراض التي تعاني منها خاصة بالقولون هذا ما كشفت عنه والدتها خلال حديثها معنا، كما أضافت أن رفض الأطباء إجراء عملية جراحية مستعجلة زادت من حدة مرضها كما تضيف أن الدواء الذي أعطاه لها الطبيب والخاص بالقولون تسبب لها بمضاعفات خطيرة زادت من ألامها وفي نهاية حديثها أرجعت المتحدثة ذاتها سبب وفاة إبنتها إلى رفض الأطباء التكفل بإجراء عملية مستعجلة لإبنتها. حادثة أخرى وقعت بالضبط بقاعة الإستعجالات لمستشفى مصطفى باشا وكانت ضحيتها زوجة نقلت على وجه السرعة من قبل عائلتها إلى هذا المكان بعد شعورها بإغماء وظهور انتفاخ بقدميها وبعد أن عجز الأطباء في تشخيص مرضها كانت أسهل طريقة هو بتر أحد قدميها هذا ما كشفت عنه فتيحة خلال حديثها معنا كما أضافت أنها لم تتقبل فكرة فقدانها لأحد قدميها وعجزها عن المشي مرة أخرى فلم تصدق ما أخبره الأطباء لأسرتها بأن إصابتها بمرض السكري كان سببا في بتر قدميها خاصة أن التحاليل التي أجريت لها اثبتت أنها لم تكن مصابة بهذا المرض كما أنها تأكدت من الأمر بعدما قصدت أحد العيادات الخاصة وقد أخبرها الطبيب أن سبب إنتفاخ قدميها هو إلتهاب المفاصل وكان علاجه لا يتطلب بتر القدم. وحسب قولها فإن الصدمة كانت قوية عليهم ومازاد من حزنها أن الأطباء المتسببين في إعاقتها لم ينالوا عقابهم. ليندة هي الأخرى طفلة لايتعدى سنها ال10سنوات كانت إصابتها بفيروس الكبد هو إنعدام نظافة أدوات الجراحة المستعملة بغرفة الإستعجالات، وقد أرادت السيدة مليكة استرجاع ذكريات فقدانها لطفلتها الوحيدة وملامح الحزن بادية على وجهها، حيث أكدت أن حالة إبنتها الصحية كانت جيدة قبل إجراء العملية لكنها سرعان ما بدأت في التدهور بعد عملية إستئصال الحنجرة التي أجريت حسب قولها في مستشفى دويرة. حوادث أخرى إرتكبت بقاعة العمليات المستعجلة سببها إهمال بعض الأطباء كان ضحيتها مرضى لم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم أرادوا الشفاء من مرضهم فخرجوا منها وهم فاقدين لأحد أعضائهم بأخطاء طبية فادحة، ومن بين الضحايا فاطمة التي تحكي بمرارة عن قصة خروجها من قاعة العمليات وهي فاقدة لثديها الأيمن، حيث أكدت خلال حديثها معنا أن إصابتها بسرطان الثدي تطلبت منها استئصال ثديها الأيسر لكن إهمال الأطباء جعلهم يرتكبون خطأ فقاموا بإستئصال عضوها الأيمن وتركوا الجزء المصاب بالسرطان. خطأ أخر حدث لطفل لم يتجاوز ال11سنة بعد إجراء عملية مستعجلة له بأحد المستشفيات فخرج منها وهو فاقد لعضوه الذكري، وهو ما كشف عنه والده السيد روابحي خلال حديثه معناكما كشف لنا أن ليلة ختانه تحولت إلى مأساة وجو من الحزن . نقص الخبرة من أسباب الإهمال أسباب مختلفة كانت وراء انتشار الإهمال في بعض المستشفيات، أخبرنا عنها السيد سعيدان طبيب بقسم الإستعجالات وعضو بنقابة الأطباء، حيث أكد خلال حديثه أن نقص خبرة بعض الأطباء والتعب الناجم عن ضغط العمل لساعات طويلة عند إجراء العمليات المستعجلة يدفع بطبيب الجراحة إلى ترك ماتبقى من العملية إلى أطباء غير مؤهلين من المتربصين لإجراء عمليات معقدة وهو ما يفوق قدرتهم هذا ما يجعلهم يرتكبون أخطاء فادحة، كما أن هجرة الأطباء ذوي الخبرة العالية في العمليات الجراحية إلى الخارج أدى الى وجود نقص للأطباء المؤهلين للحالات المرضية المستعجلة، وهو ما يجعلهم لايشخصون الأمراض بشكل جيد بالرغم من أنها تتطلب تكفلا طبيا أو إجراء عملية مستعجلة، وحسب قوله فإن ترك المسؤولية إلى أطباء لا يمتلكون خبرة كافية في مجال الجراحة أدى إلى زيادة نسبة الأخطاء الطبية، كما أشار المتحدث ذاته أن تكليف مهمة تعقيم الأدوات الجراحية للمرضين يزيد من انتشار الفيروسات، وعن وفاة بعض المرضى بالجرع الزائدة للتخدير فيقول الدكتور أن تكليف بعض شبه الطبيين غير المكونين بشكل جيد في مجال التخدير يدفعهم إلى إعطاء كمية زائدة من المخدر قبل إجراء العملية، وهو ما يتسبب في هبوط حاد في الدورة الدموية ينتهي بتوقف القلب والوفاة.