شنت الجماعات الجهادية المسيطرة على شمال مالي حملة ضد النساء غير المحجبات في تمبكتو وسط هلع السكان، كما تم سجن كل امرأة ترفض الدخول إلى منزلها في المساء. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن سكان المدينة أنّ الإسلاميين المتشددين الذين يسيطرون على مدينة تمبكتو باشروا أول أمس الخميس توقيف النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب وأمروا ب"اقتياد" كل امرأة توجد في الشارع في وقت متأخر من المساء إلى السجن، وقال المهدي سيسي أحد سكان حي دجينغيري بير إن "الاسلاميين يجولون في سوق المدينة ويعتقلون الفتيات اللواتي لا يرتدين الحجاب". وأضاف المهدي سيسي إن "أي فتاة أو امرأة تكون في الشارع في المساء والليل سيتم اقتيادها إلى السجن وستدفع غرامة"، مشيرا إلى توجيهات أملاها الاسلاميون في جماعة أنصار الدين. وأكد بوبكر ياتارا من سكان حي بالله فرندي "منذ مساء الخميس، يزورون أئمة ليقولوا لهم إنه بات يتعين على كل الفتيات ارتداء ألبسة محتشمة".ويبلغ الأئمة أيضا بإقامة "سجن للنساء" وبغرامات مختلفة يجب أن يدفعها "مخالفو الشريعة الاسلامية". وجاءت هذه الحملة بعد أن دمر إسلاميو أنصار الدين أيضا غالبية أضرحة الأولياء المسلمين في مدينة تمبكتو التي كانت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر عاصمة ثقافية وروحية في إفريقيا وسط تنديد دولي. على صعيد آخر أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أول أمس عزمها على تحرير الرهائن المختطفين في منطقة الساحل، ولكنها امتنعت وأوضحت الخارجية الفرنسية إنها "تحققت" من رسالة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي التي نشرت على موقع موريتاني للأنترنت معروف باطلاعه الواسع. وقال أيضا مصدر دبلوماسي "لا نعرف إلى من ننسب هذه التصريحات"، مشيرا إلى أن بعض فقرات التصريح تنطوي على "نبرة خطابية لا أهمية لها". كما أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان مجددا إن فرنسا ستقدم "دعما لوجستيا" لتدخل عسكري محتمل في شمال مالي وأضاف "لن نسمح بان تتطور الأمور إلى حد أن تؤدي إلى تشكيل نوع من معقل إرهابي بيد عصابات منظمة تعلن الانتماء إلى القاعدة في مالي". وحول تدخل مسلح محتمل، قال الوزير الفرنسي إن "هناك عملية بدات لأن رئيس مالي وجه دعوة إلى جيرانه في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لكي يساعدوه في استعادة الشمال".