ردد كلمات ونغمات رائعته “ما قيمة الدنيا وما مقدارها..إن غبت عني وافتقدت هواك”، كثيرا عبر مناسبات عديدة، ويبدو أنه يحيل الدور اليوم برحيله إلى محبيه، الذين فوجعوا بخبر وفاته أمس السبت حتى يهمسون بهذه العبارة بين شفاههم أو يعلنونها ملء أصواتهم. رحل محمد بوليفة ذي ال57 عاما، وهو يشتكي تهميش الفنان القاتل في بلدنا وعدم تذكره من قبل المسؤولين أو وسائل الاعلام، إلا في حال افتقاد زميل له، حيث يهرع إليه الجميع للاستفسار عن وقع الخبر على قلبه ومدى شعوره بالفراغ الذي تركه الفقيد على الساحة الفنية.. هاهو المبدع بوليفة ينضم اليوم إلى قائمة فقيدي الفن الجزائري للعام الحالي، حيث سيشيع إلى مثواه الأخير بمقبرة “قاريدي” بالعاصمة بعد ظهر اليوم الأحد. للتذكير، ولد محمد بوليفة أحد مطربي الزمن الجميل الذين غطاهم غبار التناسي بتقديدين جامعة في ولاية الوادي العام 1955، حيث تلقى تعليمه الأول لينتقل إلى الوادي لإنهاء دراسته الثانوي،ة ومنها إلى العاصمة التي تخصص فيها بدراسة الفنون الجميلة على مستوى معهد برج الكيفان وتخرج كمنشط ثقافي، كما تحصل على منحة لدراسة الموسيقى في بغداد، لتبدأ بعد ذلك رحلته مع الغناء والتلحين، حيث ألف موسيقى العديد من الأغاني والقصائد لكبار الفنانين الجزائريين مثل وردة الجزائرية واشتهر أيضا بتلحين الأوبيريت على غرار أوبيريت قال الشهيد وحيزية وغيرهما.. كما يحوي رصيده أغان كثيرة عرفه من خلالها الجمهور إلى جانب “ما قيمة الدنيا” على غرار “كل شي باين”، “حتى شي مافات”، “هات المفيد”...