شرع ديونكوندا تراوري أمس، الرئيس المالي الانتقالي في زيارة رسمية إلى دولة قطر تستمر لثلاثة أيام، وذلك وفق ما أعلنت عنه الرئاسة المالية، حيث من المنتظر أن يبحث مع أمير قطر حمد بن جاسم التطورات الأمنية في الساحل وشمال مالي بشكل خاص. وتأتي هذه الزيارة بعد يومين من اجتماع دولي رفيع المستوى في باماكو عبر المشاركون فيه عن "التضامن" مع مالي، مطالبين إياها بمضاعفة الجهود لتسهيل إرسال قوة مسلحة من غرب إفريقيا مدعومة من الأممالمتحدة لإستعادة شمال مالي الذي تسيطر عليه الجماعات الإسلامية المسلحة منذ أكثر من ستة أشهر. ويعتبر الهلال الأحمر القطري من أهم المؤسسات الخيرية التي تقدم مساعدات للمتضررين من الأوضاع الإنسانية في شمال مالي، وهو ما جعل وسائل إعلام مالية تتهم قطر بدعم مجموعات مسلحة إسلامية، على علاقة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ولكن الهلال الأحمر القطري نفى رسميًا نهاية شهر جوان الماضي، أي تعاون مع مجموعات مسلحة أثناء مهمة قام بها في مدينة غاو شمال شرق مالي. وكانت صحيفة الكنار أونشيني الفرنسية قد فجرت، مؤخرا قنبلة، حين أكّدت تورط قطر في تعفن الوضع بمنطقة الساحل، ونقلت عن مصادر استخباراتية قولها وجود دعم من الدوحة لحركة الأزواد الإنفصالية، وكذا الجماعات الإسلامية المتشددة بالمنطقة، فضلا عن مفاوضات مع شركة توتال الفرنسية للتنقيب عن النفط بالمنطقة. كشفت أسبوعية الكنار أنشيني في عددها الأخير وجود مفاوضات بين قطر وشركة توتال النفطية الفرنسية للتنقيب عن البترول بمنطقة الساحل، دعما لمخطط مشبوه تقوم به في المنطقة، وأوضحت الصحيفة أنّ وزير الدفاع الفرنسي الجديد جان إيف لو دريان مطلّع على تورّط قطر، كما أسر به أحد كبار ضباط الأركان الفرنسيين، في "استيلاء" حركات جهادية على شمال مالي. وأفاد جهاز الاستخبارات العسكرية الفرنسي أنّ ثوار الحركة الوطنية لتحرير الأزواد والقاعدة في المغرب الإسلامي والجهاد في غرب إفريقيا حصلوا على دعم مالي من قطر، ومن الواضح – حسب الجهاز المذكور - أنّ خطف الأجانب، وتهريب المخدرات والسجائر لا يكفي لسدّ حاجات المجموعات الجهادية المبذّرة! وأشارت الصحيفة أن الدبلوماسية الفرنسية تدرك أن دول غرب إفريقيا لا تملك القدرة العسكرية للتدخّل في مالي ولاستعادة مدن وصحاري شمالي البلاد. وأن دولة مالي في الجنوب لم تعد موجودة فعلاً، والحرب الأهلية على الأبواب.