أكد متدخلون الاثنين في افتتاح الملتقى الدولي حول “الخطاب الشعري الجزائري المعاصر: البنية والتحولات” في شعر الراحل عثمان لوصيف بجامعة محمد خيضر ببسكرة، على أن الرسائل الشعرية لهذا الشاعر “تعد بمثابة استحضار فني للمواقف الإنسانية التي عايشها”. وفي هذا السياق، أبرز الأستاذ علي ملاحي من جامعة الجزائر2 في مداخلة بعنوان: “عثمان لوصيف من تطويع المعاناة إلى أنسنة المعنى”، أن “التجارب الإنسانية التي عاشها الشاعر الراحل خلال حياته انعكست في كتاباته الشعرية وأظهرها بشكل إبداعي بلغتيه الرمزية والمباشرة”، مشيرا إلى أنه “انتصر في النهاية للشعر على حساب معاناته اليومية”. وأضاف أنه يمكن اكتشاف مسار حياة الشاعر متجليا في دواوينه التي تجاوزت ال 20 ديوانا شعريا على غرار “قالت الوردة” و”الكتابة بالنار” و”الزنجبيل” و”ديوان الطبيعة” و”المتغابي”، حيث لا يمكن لأي باحث أن يدرس الشعر الجزائري المعاصر دون أن يضع هذا الشاعر في خانة النزعة الصوفية ويتحسس معاناة الشاعر الإنسان والشاعر المحب. وأبرز من جهته الأستاذ أحمد سعيود من جامعة تبسة في مداخلة حول البعد الثوري في ديوان “المتغابي” للشاعر عثمان لوصيف أن مصادر إلهام الشاعر هي معايشته لواقعه اليومي مع أسرته ومجتمعه وهو لا يكتب للجزائري والعربي فقط بل كتاباته ذات بعد إنساني من خلال تناوله لمواضيع الحب والثورة معتبرا أن عثمان لوصيف كان “متميزا في قاموسه الشعري وفي حياته التي خلدها في شعره بلغة راقية”. وفي مداخلة بعنوان “عثمان لوصيف وخطابه الشعري بين الباعث الدلالي وشعرية النص”عرض الأستاذ صفاء القيسي من العراق نماذج من نصوص الشاعر التي أكد أنها تتمتع بجمالية الصورة والتذوق الشعري وهناك معاني بعيدة في كتاباته تحتاج إلى قارئ متمعن، لافتا الانتباه إلى أن لغة الشعرية نابعة من إنسانيته التي عكست ما كان يعيشه من غربة وحنين لأحبائه وللوطن. للإشارة فإن الملتقى الدولي حول “الخطاب الشعري الجزائري المعاصر: البنية والتحولات” في شعر الراحل عثمان لوصيف، الذي فقدته الساحة الأدبية في جوان من السنة الماضية، تنظمه كلية الآداب واللغات الأجنبية لجامعة محمد خيضر ببسكرة ويدوم يومين بتقديم مداخلات لأساتذة قدموا من جامعات جزائرية وآخرين من تونسوالعراق وقطر ومصر.