عبر أغلب الشعراء والأدباء الجزائريين عن حزنهم لرحيل الشاعر عثمان لوصيف واصفين رحيله ب"المؤلم" ومعتبرين مكانته الشعرية ب"الكبيرة". وكان الشاعر ميلود خيزار قد اعتبره من "طينة نادرة" مضيفا أنه "منذ عرفته ظلّ ودودا، خلوقا، إنسانا حساسا، متواضعا، عفوا، كريما وكتوما، بذاكرته القوية جدا وبعزيمته التي لا تلين إرادته التي لا تقهر"، واعتبر الشاعر حمري بحري أن "الشعر الجزائري فقد اليوم أحد شعرائه المتميزين في كتابة القصيدة وفي طريقة تعامله مع الحياة زاهدا وفي مغرياتها، ووصفته الباحثة هاجر مدقن بأنه "فارس شعر"، وقال الكاتب بلقاسم مسروق أن لوصيف "كان رائعا كالشعر، كالمطر الخريفي" مضيفا أنه "جاء من رحم الحقيقة حاملا طموحاته وآماله" واكتفى بالقول "عثمان لوصيف نبي ضيعه قومه". بينما وصفه الشاعر محمد الأمين سعيدي بأنه "رجل صوفي عابد، في عينيه المحبة"، في حين اكتفى الكاتب والأكاديمي مبروك دريدي بوصف الشاعر الراحل ب"الكبير" وأنه كان "ينفخ بحكمته محبة الجمال والخير". واعتبر سعيد بن زرقة الفقيد "صاحب الرؤى الصوفية والعارف بسر المقامات والمسالك"، يبقى عثمان لوصيف في نظر الشاعر والناقد مشري بن خليفة "شاعر كبير وباحث صابر و مصابر" في نظر الشاعر و الناقد مشري بن خليفة الذي أضاف انه "عاش متعففا وزاهدا ومتساميا بروحه". و قال الكاتب بشير مفتي "لم التق به إلا مرات نادرة في التسعينيات، لكن كان يكفي قراءة بعض نصوصه الشعرية حتى تدرك مقامه الشعري الكبير" بينما اعتبر الشاعر عبد الرزاق بوكبة أن عثمان لوصيف "أنقذ شرف الشاعر في بيئة جزائرية متهافتة"، و اعتبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في برقية تعزية الراحل أن المرحوم يعد من "أهم الأصوات الشعرية التي أخذت على عاتقها مسؤولية تجديد روح القصيدة الجزائرية " و هو المسار الذي بداه كما قال في عمله الأول الموسوم ب"الكتابة بالنار". وتوفي الشاعر عثمان لوصيف أول أمس، ببسكرة عن عمر ناهز 67 سنة بعد معاناة مع المرض، وولد عثمان لوصيف سنة 1951 بطولقة و هو حامل لشهادة الدكتوراه في الأدب العالمي وصاحب أطروحة حول الشاعر الفرنسي ارثر رامبو، عرف عن الراحل تفرده في السلوك والحياة كما في الشعر، فقد كان متصالحا وصوفيا في الشعر والحياة، وقد شكلت نصوصه فتوحات في الشعر الجزائري من ديوان الأول "الكتابة بالنار" المنشور سنة 1982.