مع تحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح الصلب والشعير عرفت واردات الجزائر من القمح اللين تراجعا بنسبة 18 بالمائة، بعد تمكن الديوان الجزائري المهني للحبوب من تقليص، الواردات في هذه المادة الحيوية، وعدم اللجوء إلى استيراد القمح الصلب والشعير الموجه لتغذية المواشي خلال موسم 2018 /2019. أوضح الديوان ذاته في بيان له أمس، أن المجهودات المبذولة من طرف قطاع الفلاحة والتنمية الريفية في شعبة الحبوب خلال موسم 2018 /2019، سمحت بتقليص واردات القمح اللين الموجه خاصة لإنتاج الطحين (الفرينة) بنسبة 18 بالمائة من حيث الكميات المستوردة وب 16.33 بالمائة من حيث القيمة خلال سنة 2019 مقارنة بعام 2018، ووضعت السلطات العمومية إستراتيجية تهدف إلى رفع الإنتاج الوطني من القمح اللين، ترتكز على استغلال الإمكانيات والقدرات المتوفرة خاصة في الجنوب والهضاب العليا، بالإضافة إلى ذلك، تم وضع نظام وطني لمكافحة تبذير مادة القمح اللين التي لا تزال تشكل عبئا على ميزان المدفوعات، الذي يتكبد خسائر تفوق 350 مليون دولار سنويا جراء الإسراف في استهلاكها، كما أفاد الديوان فيما يخص القمح الصلب أنه لم يلجأ للسوق الدولية لاستيراد القمح الصلب منذ شهر أفريل 2019، بحيث يقوم بتموين وحدات التحويل مباشرة من الإنتاج الوطني وهذا إلى غاية موسم الحصاد لعام 2020 . أما فيما يتعلق بمادة الشعير الموجهة خاصة لتغذية المواشي، فقد سمح الإنتاج الذي تم تجميعه من طرف الديوان الجزائري المهني للحبوب خلال موسم 2018 /2019 بتلبية الحاجيات إلى غاية موسم الحصاد المقبل دون اللجوء إلى استيراد هذه المادة، كما أكد ذات المصدر أنه لم يقم الديوان بأي عملية استيراد للشعير منذ شهر فيفري 2019 حتى اليوم، إلا أن ظهور احتياجات جديدة لهذه المادة دفعت بالديوان إلى اللجوء لمخزونه الاستراتيجي لتلبيتها والتوجه نحو عمليات استيراد مرتقبة خلال السنة الجارية (2020) لتأمين مرحلة ما بين المواسم، وهي الفترة التي تأتي قبل موسم الحصاد، للتذكير فإن النتائج الايجابية المحققة في شعبة الحبوب خلال موسم 2018 /2019، إضافة إلى إجراءات ترشيد الواردات التي اتخذتها السلطات العمومية، سمحت بتحقيق أرباح معتبرة بالعملة الصعبة بقيمة فاقت 1 مليار دولار لفائدة الخزينة العمومية. وارتفعت كميات إنتاج الحبوب المجمع والمخزن سنة 2019 على مستوى الديوان الوطني المهني للحبوب إلى أكثر من 27 مليون قنطار منها 20.2 مليون قنطار من القمح الصلب و3.6 مليون قنطار من الشعير و3.3 مليون قنطار من القمح اللين، وأشار الديوان الجزائري المهني للحبوب إلى مجهودات مئات الآلاف من المنتجين وآلاف التقنيين الذين تجندوا لرفع تحدي تعزيز الأمن الغذائي للبلاد والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني.