تتواصل بقصر الثقافة مالك حداد، فعاليات معرض الصناعة التقليدية والحرف، هذا المعرض الذي نظم تخليدا لليوم الوطني للقطاع وبإشراف والي الولاية، وتحت رعاية معالي وزير السياحة، ومن تنظيم غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالتنسيق مع مديرية الصناعة التقليدية والحرف لولاية قسنطينة، كان من المزمع تنظيمه في التاسع نوفمبر من كل سنة، إلا أن استغلال جميع الأماكن التي من الممكن أن تحتضن هذه التظاهرة كانت مشغولة بسبب الحملة الإنتخابية لمحليات التاسع والعشرين من الشهر الماضي. رغم هذا فقد أبت ولاية قسنطينة وعلى رأسها المسؤولين عن القطاع وفي مقدمتهم مدير السياحة والصناعة التقليدية “حسان لباد”، ورئيس غرفة الصناعة التقليدية والحرف “نصر الدين بن عراب”، إلا أن تلتقي العائلة الحرفية في هذا اليوم ويلتم شملها من خلال تنظيم هذا المعرض، الذي يهدف بالأساس إلى الحفاظ على المنتوج الثقافي والحرفي لولاية قسنطينة والنهوض بقطاع الصناعة التقليدية والحرف على مستوى الولاية، وفي مقدمتها حرفة صناعة النحاس والتي تختص بها الولاية عن باقي ولايات الوطن، ويشهد المعرض مشاركة العديد من حرفيي الولاية يعرضون فيه مختلف أعمالهم في مجالات صناعة النحاس، فن الطرز والخياطة، صناعة القندورة وفساتين العرائس، صناعة الحلويات، صناعة السيراميك، صناعة الفخار، وعديد اللوحات الفنية والتشكيلية من السيراميك، الرمل وحتى من الخشب...، حيث قدم هؤلاء شروحات عن حرفهم للسادة المدراء مع طرح انشغالاتهم بما في ذلك الصعوبات والعراقيل التي تواجههم إلى المسؤول الأول عن القطاع على مستوى الولاية، مدير السياحة والصناعة التقليدية الذي وعد بتسوية جميع المشاكل وخلق جو عمل مناسب لهؤلاء وحثهم على بذل المزيد من المجهودات لرسم صورة حسنة ومشرفة للقطاع والولاية ككل، وكان هذا المعرض فرصة لتكريم المتفوقين من مدرسة الصناعة التقليدية والحرف في مجال النحاس المشاركين في الجائزة الوطنية للنحاس، إلى جانب المتفوقات في مجال صناعة الحلويات، واللاتي أبين إلا أن يكرمن مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية قسنطينة تكريما له على مجوداته الجبارة على مستوى القطاع، أما المبادرة التي لاقت استحسان الجمهور الحاضر فهي تكريم قطاع الصناعة التقليدية والحرف لأحد أعمدة القطاع الذين برزوا في مجال صناعة النحاس، والذي وإن رحل فإنه بقي خالدا بأعماله الكبيرة، وقد أكدت هذه الالتفاتة التي زرعت البسمة وأدخلت الكثير من البهجة والسرور على قلوب عائلة الفقيد “ساحلي عبد الحميد”، عن مدى الوعي الكبير لمسؤولي القطاع في الولاية وعلى رأسهم دائما مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية قسنطينة الذي يعمل جاهدا للنهوض به، كما أكد مسؤولو القطاع على ضرورة تكاثف الجهود وخلق المزيد من التناغم والإرتباط بين العائلة الحرفية وإعطاءها دافعا قويا للحرفيين من خلال تشجيعهم على مواصلة الجهود في العمل أكثر للرقي بمجال الصناعة التقليدية والحرف، من خلال الإهتمام بهم والتكفل بانشغالاتهم ومطالبهم بغية النهوض بقطاع الصناعة التقليدية على مستوى الولاية، والمساهمة في استرجاع الولاية مكانتها ورقيها الذي ساده نوع من الركود خاصة وأن قطاع الصناعة التقليدية والحرف يعد مرجعا هاما لإقتصاد الوطن من خلال خلق مناصب شغل والمساهمة في تنمية العجلة المستدامة على مستوى الوطن، لاسترجاع ولاية قسنطينة مكانتها الوطنية والقارية ولما لا العالمية وجعل الولاية ولاية رائدة على مستوى قطاع الصناعة التقليدية والحرف، خاصة في ظل الزخم الكبير الذي تحتويه في مجال الحرف وكل هذا بالعمل وتكاثف الجهود.