تحدثت أستاذة الموسيقى سميحة بن سعيد، عازفة آلة القانون بالأوركسترا التونسية، عن الكتابة الأوركسترالية في الجزائر، التي تشهد تطورا ملحوظا يؤهلها لأن تجوب مختلف المنصات العالمية. أشارت بن سعيد إلى مكانة الفرقة السيمفونية الوطنية، وقالت أنه بحكم اطلاعها المحدود على أعمال الفرقة ومن خلال العروض التي قدمتها المجموعة الأوركسترالية، خلال الطبعة الرابعة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، التي تجري فعالياتها حاليا على مستوى المسرح الوطني “محي الدين بشطارزي”، حملت انطباعا إيجابيا عنها وقالت:«لم أتلق أية عروض، للعمل بالاشتراك مع الفرقة السيمفونية الجزائرية، غير أنني أرحب بأي عرض يأتيني مستقبلا”. وفي السياق ذاته تحدثت بن سعيد عن راهن الساحة الفنية في بلدها تونس، لا سيما فيما يتعلق بمجال الموسيقى السيمفونية وأكدت أن هذه الأخيرة تعيش مشاكل عديدة تحول دون ارتقائها، مشيرة إلى أن المشكل الأساسي الذي يعاني منه هذا الطابع الموسيقي يتمثل في افتقاره للبيئة التحتية المطلوبة: “فهو حكر على العاصمة تونس دون الولايات الأخرى للبلاد، وغياب الفرق المحترفة ساهم بشكل كبير في عدم تطور هذه الموسيقى”. وأضافت بن سعيد، أن الأوركيستر “العازف” في تونس يفتقر إلى القانون الأساسي الذي ينظمه ويدعمه، كما أكدت أن هذا الطابع يشكو فجوة في التدريس والتدريب على بعض الآلات وذلك بسبب ندرة الموسيقيين في هذا المجال، إلا أنها أكدت أن تقنية الكتابة الأوركسترالية، في تونس يمكن أن تتطور وأن ترتقي وذلك إذا تضافرت الجهود وأعطي هذا النوع الموسيقي حقه من الاهتمام. وكما تحدثت عازفة القانون، عن الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلدان العربية على غرار تونس، ومدى تأثير تداعياتها على المنتوج الفني وقالت :«مختلف الأزمات تفجر طاقات إبداعية يترجم من خلالها الفنان كل مكنونات صدره، حيث يحاول من خلالها التنفيس عن أحلامه عبر مختلف الاتجاهات الفنية على غرار الموسيقى، خاصة وأن الفنان يستعمل فنه كوسيلة لمخاطبة محيطه والتعبير عن آرائه وميولاته”. وعن أعمالها الخاصة فيما يتعلق بأحداث ثورة الياسمين، قالت بن سعيد، أنها لم تصدر أعمالا حول الموضوع بسبب انشغالها في مجال التدريس الموسيقي، وكونها منشغلة بأعمال أكاديمية أخرى، وفي هذا الجانب أشارت المتحدثة إلى أن انشغال الفنان وافتقاره لأوقات الفراغ قد يعد سببا رئيسيا في كبت روح الإبداع لديه، مما يضعف رصيد المنتوج الفني. ومن جهة أخرى، أكدت المتحدثة بأنها من مشجعي المزج الفني بين الطبوع المختلفة على شرط عدم المساس بالهيكل الأصلي لكل طابع، مشيرة إلى تقنية الكتابة الأركسترالية بقولها:«يمكن توظيف تقنيات الكتابة الأركسترالية في أغاني التراث الشعبي، لأن هذه الطريقة قد تفسح المجال للتراث الشعبي بالرواج أكثر ويمكن أن يصبح معروفا عالميا إذا ما مزج بمقطوعات سيمفونية عالمية، وعن احتمال طمس التراث الشعبي أو انحرافه عن طابعه الفلكلوري الأصلي إذا ما مزج بكتابات أوركسترالية تقول المتحدثة:«على العكس تماما لأن المزج يلبس الفن التراثي حلة جديدة دون أن تبعده عن طابعه الأصلي، مثال أغنية التراثية لصليحة الحاملة عنوان “يا علية” سجلت بنفس الأسلوب وأضيفت إليها مقطوعة سيمفونية”.