في ظل انعدام الدواء الشافي لهذا الدواء الذي لم يعد له حدود ولا نطاق أضحى مؤشر عدد الإصابات المتزايدة بوباء فيروس كورونا مقلق جدا في أوساط الجماهير الشعبية بولاية بجاية، مما يستدعى تحركا عاجلا لكبح جماح تفشي الوباء وإيقاف سلسلة العدوى التي تساهم بشكل كبير في رفع أعداد المصابين، تزامنا مع انعدام الدواء الشافي لهذا الداء الذي لم يعد له حدود ولا نطاق. كريم.ت ظاهرة ارتفاع الإصابات لم تشمل فقط منطقة معينة أو إقليم معين، بل مست أغلبية ولايات الوطن، وهذا بعد أن سمحت الدولة للعودة الجزئية للحركة التجارية وبعض الأنشطة الاقتصادية والمهن والحرف التقليدية، سعيا منها للتقليل من الانعكاسات الاجتماعية السلبية التي طالت العائلات والمجتمع وأثرت بشكل مباشر على القوت اليومي للمواطنين من خلال التدابير الوقائية والسلامة الصحية التي صاحبت الحجر الصحي الجزئي، غير أن نقص الوعي الحسي وعدم الشعور بالمسؤولية لدى العديد من المواطنين تسبب لهم في إتباع سلوك الاستهتار وعدم الاكتراث بالعواقب الصحية الوخيمة التي تصيب الفرد في صحته وماله وخزينة الدولة، ونظرا لهذه الوضعية غير المرضية تماما سارعت السلطات المحلية والجمعيات المحلية والدوائر الرسمية لاستدراك الأمور عن طريق التوعية وإشعار المواطنين بضرورة التحلي بروح المسؤولية وتكريس الوقاية كأفضل علاج ممكن حاليا باستخدام الأقنعة والكمامات والامتثال إلى التباعد الاجتماعي الجسماني وغيره من الإجراءات التي تفيد الغرض. الأمن يسخر جميع امكانياته لتحسيس المواطنين وأصحاب المحلات التجارية سخرت مديرية الأمن الوطني كل امكانياتها وقامت بتنظيم حملاتها التحسيسية والتوعوية لفائدة المواطنين وأصحاب المحلات التجارية، عبر الخرجات الميدانية لحثهم على ضرورة التقيد باتخاذ كافة الاحتياطات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار جائحة كورونا، خاصة ما تعلق بإجبارية ارتداء الكمامات، الالتزام بالتباعد الجسدي، النظافة والتطهير المنتظم، بالإضافة إلى ضرورة توفير مواد التطهير والتعقيم على مستوى المحلات التجارية بالنسبة للتجار، وتدخل هذه الحركية في إطار المخطط الوقائي التوعوي المعتمد من طرف المديرية العامة للأمن الوطني للوقاية من انتشار جائحة فيروس كورونا، خاصة بعد تطبيق إجراءات الرفع التدريجي للحجر الصحي، وإعلان الحكومة عن استئناف بعض النشاطات التجارية لخدماتها لفائدة المواطنين. في نفس السياق وتطبيقا للقرار الولائي المتعلق بغلق الشواطئ ضمن إجراءات وتدابير الوقاية من فيروس كورونا شرعت مصالح أمن ولاية بجاية في تطبيق برنامج أمني خاص، يتضمن تكثيف مصالح الأمن التواجد الميداني لوحداتها على مستوى الطريق المؤدي للشريط الساحلي وعلى مستوى الشواطئ الواقعة في دائرة اختصاصها على غرار شواطئ تيشي، أوقاس، سوق الإثنين، ملبو، وذلك لمنع الوافدين للشواطئ من السباحة والمكوث فيها حفاظا على سلامتهم الصحية، قصد السهر على تنفيذ قرارات الحجر الصحي الجزئي واتخاذ كافة الإجراءات القانونية المعمول بها، وهي تهدف إلى حماية صحة المواطنين والحرص على سلامتهم . جمعيات محلية تساهم في صناعة وخياطة الكمامات والواقيات وتوزيعها على المواطنين والمستشفيات واصلت جمعيات محلية فاعلة على الساحة مشوارها التضامني الإنساني في أوساط المواطنين، وفي ربوع الولاية، حيث عززت من نشاطها وكرست أوقاتها للتحسيس والتوعية ونشر ثقافة الوقاية، سعيا منها للمشاركة بقوة في إبطال مفعول وباء فيروس كورونا الذي أصبح يثير المخاوف في نفوس العائلات البجاوية، كما أنها دأبت منذ انتشار هذه الجائحة في صناعة وخياطة الكمامات والواقيات وتوزيعها على المواطنين، بغض النظر عن تقديمها للمساعدات الإنسانية إلى المؤسسات الاستشفائية من وسائل ومعدات ووجبات غذائية الموجهة لفئة الأطباء والممرضين الذين يتواجدون في خطوط المواجهة ضد هذا الوباء، وهذا السلوك ينبع من الايمان بقضية حب الوطن وفعل الخير وتكريس ثقافة التضامن التي تنبع من التقاليد العريقة لشعبنا الأصيل، وها هي اليوم تواصل مشوارها بكل إرادة وعزم ومصممة على ذلك إلى غاية القضاء النهائي على الوباء وإعادة بسمة الحياة إلى النفوس التواقة إلى الرفاهية والعيش الكريم. مراكز ومؤسسات التكوين المهني هي الأخرى لم تتأخر عن الموعد كما لم تتأخر مراكز ومؤسسات التكوين المهني هي الأخرى عن الموعد، وأبت إلا أن تشارك في الفعل التضامني، فسهرت على صناعة الكمامات وخياطتها والألبسة المخصصة للطاقم الطبي والتمريض، فقد تمكنت من إنجاز ما لا يقل عن 50 ألف من الكمامات التي وزعت على مختلف الجمعيات المحلية وعلى المواطنين، فكانت مشاركة هذا القطاع فعالة جدا وثمينة مما أدى إلى التخفيف من أزمة ندرة هذه الواقيات والكمامات فضلا عما صنعته ورشات الخياطة التابعة للخواص فكان لها الأثر الإيجابي في هذه المعادلة الإنسانية ذات البعد الاجتماعي، مرة أخرى يبرهن قطاع التكوين المهني أنه قادر على فرض التحدي وأظهر كفاءة إطاراته وعنصره البشري الذي برهن عن امكانياته الكبيرة وعن طاقته الكامنة التي يمكن أن تحدث المعجزات. تنظيم محكم للنشاط التجاري مع فرض التدابير الصحية اللازمة مديرية التجارة هي الأخرى كانت طرفا فاعلا في هذه المعادلة الصحية، حيث قامت بمجهودات جبارة من خلال تنظيم محكم للنشاط التجاري مع فرض التدابير الصحية الإلزامية على التجار وأصحاب المحلات التجارية والمهن الحرة ..فكان دورها توعوي وتحسيسي ووقائي ثم ردعي لمن لا يريد أن يمتثل لقوانين الجمهورية، وهذه المجهودات كللت بنتائج إيجابية فسمحت بالتقليل في انتشار العدوى، وما تزال تواصل عملها الدؤوب من اجل الحفاظ على صحة الجميع سواء كانوا تجارا أو مواطنين أو فاعلين في حقل التجارة. الجيش الأبيض يبرهن عن امكانياته الكبيرة وغير المحدودة القطاع الصحي بالولاية لم يذخر جهدا ولم يستسلم أبدا رغم الضغط الكبير والمتواصل الذي يتحمله يوميا، ومنذ ان حلّ الوباء في بلادنا الجيش الأبيض برهن مرة أخرى عن امكانياته الكبيرة وغير المحدودة وسجل موقفا من البطولة في النضال اليومي من أجل سلامة المرضى المتوافدين على المؤسسات الاستشفائية باستمرار والى غاية الساعة، فلهم كل التقدير والاحترام من قبل كل المواطنين والعائلات البجاوية انهم حقا صناع المعجزات، وأكدوا وبدون أدنى شك على كفاءتهم الميدانية والعملية والمهنية ويستحقون أن نفتخر بهم لما قدموه من تضحيات ثمينة في إنقاذ المرضى وإسعافهم، إنهم بذلك يرسمون مستقبلا زاهرا لبلادنا التي أضحت قاب قوسين أو أدنى أن تبلغ مرتبة الدول الراقية وخاصة في مجال الطب والتطبيب. السلطات المحلية عاكفة على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير السلطات المحلية عاكفة على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي تخدم المواطنين في كل المجالات بدءا من توفير العلاج في المؤسسات الاستشفائية والمراكز الصحية المختلفة من خلال متابعة الرزنامة الصحية للدولة الرامية إلى التكفل التام بالعلاج والمرضى بصورة لا مثيل لها في الدول الأخرى، وهو إنجاز عظيم تكرس بفضل مجانية العلاج والسهر الدائم على توفيره على كافة المواطنين، كما أن السلطات المحلية والمتمثلة في الجهاز التنفيذي الولائي لم يدخر أي جهد في هذا الإطار، مما جعل المواطنين مرتاحون لكل الإجراءات والتدابير المجسدة على أرض الواقع، وهو ما يبعث بالارتياح في النفوس والصدور، إنها الدولة الحريصة على مواطنيها وهي تسهر على راحتهم وتوفير لهم كافة أسباب العيش الكريم، رغم التبعات السلبية لأزمة كورونا على امتداد أزيد من أربعة أشهر، وهاهي الأوضاع المعيشية بدأت تتحسن بصورة تدريجية، مما سيسمح عن قريب عودة الحياة إلى طبيعتها وستنتهي الأزمة التي ولدتها جائحة كورونا، والانتصار سيكون حليف الجزائريين الصامدين بالوعي والإحساس بالمسؤولية التي هي عنوان ملحمة الجزائر ضد كورونا.