تزايدت شكوك وحتى تأكيدات للسياسيين والخبراء في فرنسا حول وجود دور قطري كبير في دعم الجماعات الإسلامية المسلحة شمال مالي في استراتيجية جديدة لهذه الإمارة الخليجية لتعزيز نفوذها في الساحل، كما هو الحال في دول عربية أخرى عصفت بها موجة مايسمى الربيع العربي. وكانت مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية – اليمين المتطرف- وميشال ديسمين، شيوعي في مجلس الشيوخ، نددا بالدعم المالي الذي تقدمه قطر لهذه المجموعات. وتعقيبا على تصريح للشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، أمير قطر قال فيه إن القوة لن تحل مشكلة شمال مالي، قالت لوبان: "قطر غير راضية عن التدخل العسكري الفرنسي في مالي لأنه يهدف إلى دحر الإسلاميين المتشددين الموالين لهذه الإمارة في كافة أنحاء العالم"، ويشير أندريه بورجو، وهو باحث في المركز الوطني للبحوث العلمية ومتخصص في شؤون مالي أنه بالرغم من عدم توفر أدلة دامغة عن وجود رابط بين الجماعات المسلحة وقطر، إلا أن هناك بعض المؤشرات والاحتمالات التي تدل على ذلك. وكانت أسبوعية "لوكانار أنشينه" الفرنسية الساخرة أول من فتح الملف في جوان الماضي، نقلا عن مصادر استخباراتية فرنسية قالت إن أمير قطر منح مساعدات مالية للجماعات المسلحة التي احتلت شمال مالي، دون أن تذكر قيمة هذه المساعدات وطريقة منحها، مضيفة بأن السلطات الفرنسية كانت على علم بتصرفات القطريين في شمال مالي. وفي نفس الفترة وجه سادو ديالو، عمدة مدينة غاو في شمال مالي، اتهامات لقطر بتمويل الإسلاميين المتواجدين في هذه المدينة، وقال ديالو على إذاعة "آر تي إيل" :"إن الحكومة الفرنسية تعرف من يساند الإرهابيين. فهناك مثلا إمارة قطر التي ترسل يوميا مساعدات غذائية إلى شمال مالي عبر مطاري غاو وتمبكتو". ومما زاد من شكوك عمدة غاو حول طبيعة الدور القطري في شمال مالي، هو النشاط الإنساني الذي كانت تقوم به جمعية الهلال الأحمر القطري الصيف الماضي بشمال البلاد، حيث كانت توزع مساعدات غذائية لسكان غاو، وصرح عنصر من حركة الجهاد والتوحيد لم تكشف هويته، أن قطر كانت تساعد هذه الحركة – التوحيد والجهاد- لكي تتقرب من السكان". من جهتها، نفت قطر رسميا كل الاتهامات الموجهة إليها، فيما قال أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر القطري "إن هدف تواجد الجمعية في غاو هو تقييم الأوضاع الإنسانية والغذائية وليس مساندة الجماعات الإسلامية، لكن إريك دينيسي، رئيس المركز الفرنسي المكلف بالبحوث في مجال الاستخبارات، يرى أن قطر اعتادت لعب أدوار كثيرة في المناطق التي تتواجد فيها الجماعات الإسلامية، كما هو الحال في ليبيا وسوريا.