الكل يعرفها ويقولها بلسانه ولكن الكثير لا يعرف ولايفكر في معناها، عندما تصبرون على طاعة الله تنالون الأجر، وعندما تصبرون على هجر مانهى الله عنه تنالون الأجر، حتى الشوكة يشاكها المسلم فيحتسب فله من الكريم الذي وسعة رحمته كل شيء الأجر الكثير، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل بها عنه حتى الشوكة يشاكها}، عن أبي سعيد الخُدْري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أنهما سمعا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: )ما يُصيبُ المُؤْمَنَ من وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حُزنٍ، حَتَّى الهمَّ يُهِمُّهُ إلا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئاتهِ) رواه البخاري ومسلم، والصبر هو باب لجمع ورصيد وفير من الأجر فقط علينا بالصبر على الكرب والمصائب، فيجب علينا أن لانجزع وإنما نقول عند حلول المصائب: )إنا لله وإنا إليه راجعون)، مهما كانت في نضرنا صغيرة أو كبيرة، لأن طبيعة الحياة الدنيا، خلقت ممزوجة بالبلاء والفتن قال تعالى )لقد خلقنا الإنسان في كبد) أي مشقة وعناء، ولكن يجب علينا اليقين بأن النصر مقرون بالصبر وأن الفرج آت بعد الكرب وأن مع العسر يسراً يقويه على الصبر على ما يلاقيه. قال سبحانه وتعالى )فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا). والإيمان نصفان: صبر وشكر، ولما كان كذلك كان حريا بالمؤمن أن يعرفهما ويتمسك بهما، وأن لا يعدل عنهما، وأن يجعل سيره إلى ربه بينهما ومن هنا كان حديثنا عن الصبر فقد جعله الله جوادا لا يكبو وصارما لا ينبو وجندا لا يهزم، وحصنا لا يهدم، فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، والعسر مع اليسر، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد. وممن فضائل الصبر نذكر: -من صبر وحمد الله على وفاة ابنه بنى الله له بيتاً في الجنة وسماه بيت الحمد- رواه والترمذي وحسنه الألباني. -من ابتلي بفقد البصر فصبر عوضه الله الجنة- رواه البخاري. -ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها- متفق عليه. -ما من مسلم يصيبه أذى مرض فما سواه إلا حط الله سيئاته كما تحط الشجرة ورقها- متفق عليه. -من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن فقال رجل أو ثنتان يا رسول الله قال أو ثنتان فقال رجل أو واحدة يا رسول الله قال أو واحدة-. رواه الإمام أحمد. -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شهيدًا- رواه مسلم. واللأواء مهموز ممدود هي شدة الضيق. -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء- رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني. -ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول )إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها) إلا أجره في مصيبته وأخلف له خيرا منها) رواه مسلم.