عن أم سلمة، رضي الله عنها، أنّها قالت: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''ما مِن مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللّهمّ أُجُرني في مُصيبتي وأَخلِف لي خيرًا منها، إلاّ أخلَف اللهُ له خيرًا منها''، رواه مسلم. النّاس حال المصيبة على مراتب أربع: المرتبة الأولى: التسخط، وهو على أنواع: 1 أن يكون بالقلب، كأن يسخط على ربّه يغتاظ ممّا قدّره الله عليه، فهذا حرام، وقد يؤدّي إلى الكفر. قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُد اللهَ عَلَى حَرْفٍ، فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}، الحج 2 .11 أن يكون باللسان، كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك، وهذا حرام. 3 أن يكون بالجوارح، كلطم الخدود، وشقّ الجيوب، ونتف الشّعور وما أشبه ذلك، وكلّ هذا حرام مناف للصبر الواجب. المرتبة الثانية: الصبر، كأن يرى أنّ هذا الشّيء ثقيل عليه لكنّه يتحمّله، وهو يكره وقوعه ولكن يحميه إيمانه من السّخط، فليس وقوعه وعدمه سواء عنده، وهذا واجب، لأن الله تعالى أمر بالصبر فقال: {واصبروا إنّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، الأنفال .46 المرتبة الثالثة: الرضا بأن يرضي الإنسان بالمصيبة بحيث يكون وجودها وعدمها سواء، فلا يشق عليه وجودها، ولا تحمّل لها حملاً ثقيلاً، وهذه مستحبة، وليست بواجبة على القول الراجح، والفرق بينهما وبين المرتبة الّتي قبلها ظاهر، لأن المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا، أمّا الّتي قبلها فالمصيبة صعبة عليه، لكن صبر عليه. المرتبة الرابعة: الشُّكر، وهو أعلى المراتب، وذلك بأن يشكُر الله على ما أصابه من مصيبة، حيث عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيّئاته وربّما لزيادة حسناته، قال صلّى الله عليه وسلّم: ''ما مِن مصيبة تصيب المسلم إلاّ كفّر الله بها عنه حتّى الشوكة يشاكها''، أخرجه البخاري.