كشفت الأمطار والثلوج التي تساقطت خلال الأيام الأخيرة بمدينة سطيف عن حجم الغش الذي طال شبكة الطرقات عبر العديد من الأحياء والتي لم يمر على تعبيدها وتهيئتها أكثر من سنة الأمر الذي أثار استياء السكان وجعلهم يتساؤلون عن الجهات والمصالح التي كانت وراء هذه الكوارث التي إلتهمت الملايير دون أن تحقق أهدافها المرجوة. ويتجلى ذلك بصفة خاصة على مستوى أحياء الهواء الطلق ويحياوي وبونشادة والمعبودة وبوسكين أين تحولت معظم طرقاتها وشوارعها إلى حفر ومطبات يصعب اجتيازها سواء بالنسبة للراجلين أو أصحاب المركبات رغم عمليات التعبيد والترميم التي شملت الكثير من هذه المحاور خلال الصائفة الفارطة فقط. وحتى وسط المدينة لم يسلم من هذه الظاهرة على غرار الشارعين الرئيسيين أول نوفمبر و8 ماي 45 اللذين استفادا من عملية التجديد عن طريق ما يسمى ب البساط غير أن بعض من أجزائهما قد تعرضت للاهتراء والتصدع مما يترجم بلا شك مدى طرق الغش التي كثيرا ما يكون وراءها أشباه المقاولين الذين لا هم لهم سوى الربح السريع. ولعل ما زاد من تدهور حالة الطرق قيام مصالح سونلغاز والبلدية بتنفيذ أشغال واسعة لتجديد شبكات الكهرباء ومياه الشرب عبر العديد من أحياء المدينة الأمر الذي أدى إلى المزيد من الطرق والشوارع دون أن يتم تعبيدها فتحولت بالتالي إلى شبه خنادق عميقة تجمعت بها الأمطار والسيول. كما أن مشاريع التحسين الحضري التي استفادت منها عاصمة الولاية والتي تسير بسرعة السلحفاة ساهمت في تدهور المحيط عكس أن ترقيه مع الإشارة أن المسؤول الأول للولاية قد أبدى امتعاضه الشديد من الطريقة المنتهجة في هذا المجال سواء من حيث نوعية الأشغال أو تباطؤها وذلك خلال الزيارة التي قادته مؤخرا للعديد من الأحياء التي مستها العملية وذلك رغم المبالغ المالية المعتبرة التي وجهت لهذا الغرض والتي فاقت المائتي مليار سنتيم.